تفسير السلمي
تفسير السلمي
پژوهشگر
سيد عمران
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1421هـ - 2001م
محل انتشار
لبنان/ بيروت
قال أبو عثمان : اشترى من المؤمنين أنفسهم ، كي لا يخاصموا عنها ، فإنها ليست | لهم ، والإنسان لا يخاصم عما ليس له .
قال أبو بكر الوراق : اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ولا شيء يتقرب به العبد | إلى الله في أداء الأوامر والفرائض ، إلا النفس والمال فاشترى منهم النفس والمال لئلا | ينظروا إلى ما يبدو منهم من أنواع القرب ، لأنهم باعوا قبل فلا يعجبوا بشيء من | أفعالهم ، ولا يفتخروا بشيء من طاعاتهم ، لأن مواضعها النفس والمال ، وليس لهم عليها | ملك ، ومن لا يملك الأصل كيف يفتخر بالفرع .
قوله تعالى :
﴿ومن أوفى بعهده من الله﴾
.
قال الحسين : عهد الحق في الأزل إلى خواصه باختصاص خاصيته ، خصهم بها من | بين تكوينه فأظهر آثار أنوار ذلك عليهم عند استخراج الذر ، فرأى آدم الأنوار تتلألأ | فقال : من هؤلاء ؟ ثم أظهر سمات ذلك حين أوجدهم ، وهي آثار ذلك العهد الذي عهد | إليهم ، فوفى لهم بعهودهم
﴿ومن أوفى بعهده من الله﴾
قال :
﴿فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به﴾
.
قال النصرآباذي : البشرى في هذا البيع أنه يوفي بما وعد ، بأن لهم الجنة ويزيد لمن | يشاء ، فضلا منه وكرما بالرؤية والمشاهدة ولو لم يكن فيه إلا مساواة المساومة لكان | عظيما ، فكيف المبايعة والمشاراة .
قوله تعالى : التائبون العابدون الحامدون السائحون > 2 <
التوبة : ( 112 ) التائبون العابدون الحامدون . . . . .
> > [ الآية : 112 ] .
قال سهل : ليس في الدنيا شيء من الحقوق أوجب على الخلق من التوبة ، ولا | عقوبة أشد عليهم من فقد علم التوبة .
قال ابن عطاء : لا تصح العبادة إلا بالتوبة له إلا بالمداومة والسياحة والرياضة ولا | هذه المقامات وهذه المقدمات إلا بمداومة الركوع والسجود ، ولا يصح هذا كله إلا بالأمر | بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يصح شيء مما تقدم إلا بحفظ الحدود ظاهرا وباطنا ، | والمؤمن من تكون هذه صفته ، لأن الله يقول :
﴿وبشر المؤمنين﴾
الذين هم بهذه | الصفة .
وقيل في قوله :
﴿التائبون﴾
الراجعون إلى الله بالكلية عن جميع ما لهم من صفاتهم | وأحوالهم . |
صفحه ۲۸۸