تفسير السلمي
تفسير السلمي
پژوهشگر
سيد عمران
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1421هـ - 2001م
محل انتشار
لبنان/ بيروت
قال سهل بن عبد الله : كانت ملة إبراهيم السخاء وحاله التبري من كل شيء سوى | الله .
ألا تراه قال لجبريل صلى الله عليهما : ' أما إليك فلا ' لم يعتمد في الكونين سواه .
قال الواسطي رحمة الله عليه : حنيفا : أي مطهرا من أدناس الكون ، خالصا للحق | فيما يبدو له وعليه .
قال تعالى :
﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾
.
قال الواسطي رحمة الله عليه : اتخذه فلما اتخذه اختص به .
قال ابن عطاء : اتخذه خليلا فلم يخالل سرائره شيئا غيره ، وذلك حقيقة الخله | وأنشد :
( قد تخللت مسلك الروح منى
وبذا سمى الخليل خليلا
( فإذا ما نطقت كنت حديثي
وإذا ما سكت كنت الغليلا
قال الحسن : اتخذه خليلا ولا صنع لإبراهيم فيه وذلك موضع المنة ، ثم أثنى عليه | بالخلة وذلك فعل الخلة .
وقال بعضهم : أخلاه عن الكل حتى كان له بالكلية .
قال الواسطي رحمة الله عليه : تخالله أنوار بره فسماه خليلا .
وقال محمد بن عيسى الهاشمي : سمي خليلا لأنه خلا به عما سواه .
سمعت منصورا يقول : سمعت أبا القاسم بإسناده عن جعفر بن محمد عليه السلام | في قوله :
﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾
قال : أظهر اسم الخلة لإبراهيم ، لأن الخليل | ظاهر في المعنى وأخفى اسم المحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم لتمام حاله ، إذ لا يحب الحبيب إظهار | حال حبيبه ، بل يحب إخفاءه وستره ، لئلا يطلع عليه سواه ولا يدخل أحد فيما بينهما | وقال لنبيه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم لما أظهر له حال المحبة :
﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني﴾
. أي : ليس الطريق إلى محبة الله إلا باتباع حبيبه وطلب رضاه . |
صفحه ۱۶۲