287

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

ژانرها

تفسیر

[27]

قوله تعالى : { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } ، أي يدخل من الليل في النهار حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة وهو أطول ما يكون ، وأقصره تسع ساعات ، ويدخل النهار في الليل حتى يصير الليل خمس عشرة ساعة وهو أطول ما يكون ، وأقصره تسع ساعات ، فما نقص من أجزاء أحدهما دخل في الآخر ، وهذا قول أكثر المفسرين. وقال بعضهم : معناه : تذهب بالليل وتجيء بالنهار ، وتذهب بالنهار وتجيء بالليل.

قوله تعالى : { وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } ، قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك وابن جبير والسدي : (معناه : تخرج الحيوان من النطفة وهي ميتة ، وتخرج النطفة من الحيوان وهي حي ، والدجاجة من البيضة ، والبيضة من الدجاجة). وقال بعضهم : يخرج النخلة من النواة ، والنواة من النخلة ، وتخرج السنبلة من الحبة ، والحبة من السنبلة.

وقال الحسن : (معناه : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، والعالم من الجاهل ؛ والجاهل من العالم). دليله قوله تعالى : { أو من كان ميتا فأحييناه }[الانعام : 122].

وحكاية عن الزهري : " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بعض نسائه فإذا هو بامرأة حسنة الهيئة ، فقال : " من هذه ؟ " قالت : إحدى خالاتك ، قال : " أي خالاتي هذه ؟ " قالت : هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث ، فقال صلى الله عليه وسلم : " سبحان الذي يخرج الحي من الميت " ، وكانت امرأة صالحة ، وكان مات أبوها كافرا ".

قال أهل الإشارة : معناه : يخرج الحكمة من قلب الفاجر حتى لا تسكن فيه ، والمسقطة من قلب العارف. قوله تعالى : { وترزق من تشآء بغير حساب } أي بغير تقدير ، وقد تقدم تفسير ذلك.

صفحه ۲۸۷