139

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

ژانرها

تفسیر

[148]

قوله تعالى : { ولكل وجهة هو موليها } ؛ أي لكل ملة من اليهود والنصارى قبلة هو موليها ، أي مستقبلها ؛ ومقبل إليها. يقال : وليته ووليت إليه إذا أقبلت إليه ، ووليت عنه إذا أدبرت عنه. وقيل : معناه : الله موليها ؛ أي يولي أهل كل ملة القبلة التي يريدونها. وقرأ ابن عباس وابن عامر وأبو رجاء : (ولكل وجهة هو موليها) أي مصروف إليها. وفي حرف أبي : (ولكل قبلة هو موليها). وفي حرف عبدالله : (ولكل جعلنا قبلة هو موليها).

قوله تعالى : { فاستبقوا الخيرات } ؛ أي فبادروا بالطاعات أيها المسلمون فقد ظهر لكم الحق ، واستبقوا إلى أوامر الله وطاعته مبادرة من يطلب الاستباق إليها ، تقديره : فاستبقوا إلى الخيرات ، فحذف الخافض كقول الشاعر : ثنائي عليكم يا آل حرب ومن يمل سواكم فإني مهتد غير مائليعني : ومن يمل إلى سواكم.

قوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا } ؛ أي أينما تكونوا أنتم وأهل الكتاب يقبض الله أرواحكم ويجمعكم للحساب فيجزيكم بأعمالكم ، وإن كانت قد تفرقت بكم البقاع والملل. وقيل : هذا خطاب للمؤمنين الذين قد سبق في علم الله أنهم يصلون إلى الكعبة. ومعناه : أينما تكونوا في شرق الأرض وغربها ، في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات يجمعكم الله تعالى إلى هذه القبلة. قوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير } ؛ أي من الخلق والبعث والحساب وغير ذلك.

صفحه ۱۳۹