تفکر، فریضهی اسلامی
التفكير فريضة إسلامية
ژانرها
ألا بعدا لعاد قوم هود [سورة هود: 60] ويكون من الوافر، وقوله جل وعلا:
صلوا عليه وسلموا تسليما [سورة الأحزاب: 56] ويكون من الكامل.
إلى غير ذلك مما استخرجوه من سائر البحور، وقد استخرجوا منه ما يشبه البيت التام كقوله تعالى:
ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين [سورة التوبة: 14].
فليس الوزن الذي يتفق أن يكون في الكلام المرسل منهيا عنه، وليس الشعر منهيا عنه لأنه وزن منظوم، وإنما المنكر في الشعر ما ينكر في كل كلام يجري بالسوء، أو يغرى به ويستدرج النفوس إليه، وما عدا ذلك من الشعر، فقد كان يسمعه النبي - عليه السلام - ويجيز عليه، وكان يحفظه الخلفاء الراشدون وأئمة المسلمين.
وقد نظمت أحكام الفقه الإسلامي في بحور موزونة، كما نظمت متون العلم واللغة في هذه البحور، فلا حرج في هذا الفن الجميل ما لم يكن حرجا يعرض للفنون وغير الفنون ...
ويقاس الحديث من الفنون على الفنون التي أبيحت في صدر الإسلام، فما استحدث من قبيلها بعد ذلك فهو مباح مثلها، وما لم يكن معهودا يومئذ فالمعول فيه على حكم الضرورة والمنفعة، واجتناب الضرر والفتنة، يباح ما تدعو إليه الضرورة ولا ضرر فيه، ويحظر ما يخشى منه الضرر، ولا حاجة إليه، ولا مسوغ لوجوده.
وقد حدث مثلا في عهد النبي - عليه السلام - أنه شهد زفن الحبشة - أي رقصها القومي - وشهدته معه السيدة عائشة - رضي الله عنها - فما كان من قبيل هذه المناظر العامة فلا جناح عليه ... •••
وموضع المراجعة في فن التمثيل الحديث ما ورد في القرآن الكريم من نهيه المرأة أن تتبرج تبرج الجاهلية، وأن تبدي زينتها للغرباء إلا ما ظهر منها. وقد أسهبت كتب التفسير في بيان المقصود بما ظهر من الزينة، ولخصها الإمام النسفي فقال: «إلا ما ظهر منها، أي ما جرت الجبلة والعادة على ظهوره، وهو الوجه والكفان والقدمان، ففي سترها حرج بين، فالمرأة لا تجد بدا من مزاولة الأشياء بيديها، ومن الحاجة إلى كشف وجهها، خصوصا في الشهادة والمحاكمة والنكاح، وتضطر إلى المشي في الطرقات وظهور قدميها، وخاصة الفقيرات منهن ...»
وفي تفسير الحافظ ابن كثير حديث مرفوع إلى السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت:
صفحه نامشخص