تفکر علمی و وقایع جدید معاصر
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
ژانرها
Isaac Newton (1642-1727م)، قبل القرن التاسع عشر، وبالذات في مجال الرياضيات والبصريات، وما استتبعها من نتائج عملية في مجال الرياضيات التطبيقية، وعلى وجه الدقة في الميكانيكا والفيزياء العملية، أفضت إلى استخدام التجريب بصورة تكاد تكون شبه دقيقة إلى حد ما في مجالات العلم المختلفة. ومع ازدياد التجريب أصبحت النتائج التي أمكن الحصول عليها من التجارب بمثابة محصول نظري جديد يسمح لنا بتنبؤات وتجارب أخرى. وعلى هذا الأساس نتجه إلى مزيد من التجريب إذا ما أيدت هذه التنبؤات مشاهدات ووقائع جديدة تتفق مع المعطيات النظرية؛ أي إنه بصورة أو بأخرى يمكن لنا القول بأن حصيلة البحث في الاتجاه الاستقرائي ازدادت بصورة ملحوظة بعد عصر نيوتن، مما جعل الباحثين يتصدون لتفسير الوقائع على أسس منهجية.
1
ومن هذا المنطلق كان الاهتمام الرئيسي لأصحاب الاتجاه الاستقرائي ينصب حول الطريق المؤدي إلى الكشف عن القوانين. واعتقدوا أنه من الممكن رسم منهج لتحقيق ذلك، فنجد أن كلا من «فرنسيس بيكون»
Francis Bacon (1561-1626م)، و«جون ستيوارت مل»
J. S. Mill (1806-1873م)، قد حاولا تشييد منطق للكشف موازيا لمنطق البرهان، وقاما بصياغة المناهج التي من وجهة نظرهما، تمكن من اكتشاف قوانين الظواهر كنتيجة لتحليل وقائع الملاحظة والتجربة. كما وضع كل منهما منطقا منهجيا على غرار المنطق الأرسطي من أجل الوقوف على الحقائق الكونية؛ ومن ثم ادعت بأن قواعد الاستقراء تفسر العملية المنطقية للكشف عن القوانين.
2
ولذلك نشأ تصور للاستقراء باعتباره وسائل منطقية لصياغة العمليات الخاصة بتكوين واكتشاف المعرفة العامة للارتباطات القائمة بين الظواهر على أساس معرفة الوقائع الجزئية. وبصفة عامة رد الاستقراء إلى ما يسمى بالمنهج الاستقرائي للبحث، والذي تمثل في الخطوات التالية:
3
الخطوة الأولى:
الملاحظة التجريبية؛ فلا بد أن يقوم العالم بملاحظة أمثلة عدة للظاهرة موضوع الدراسة، ملاحظة دقيقة مقصودة منتقاة وهادفة، مرتبة ومتواترة، تتصف بالنزاهة والموضوعية والدقة التي توجب استخدام الأجهزة المعملية إلى أقصى حد ممكن للتعميم الدقيق. وما التجربة المعملية إلا اصطناع الظروف المطلوب ملاحظتها.
صفحه نامشخص