وسكان كل ثغر وكل مصر بأن يسأله مائة مسألة يهزأ فيها ويعرف الناس مقدار جهله.
وقد تناولت هذه الاسئلة جميع الموضوعات من مختلف العلوم. ابتداء من الطوفان وانتهاء بالمعرفة عند الانسان. اسئلة تاريخية وطبيعية وحيوية وجغرافية ودينية ومذهبية وكيماوية وفلسفية ورياضية وموسيقية وفيزائية وبيولوجية.
ويؤكد الجاحظ في نهاية طرح هذه المسائل العويصة ان احمد بن عبد الوهاب لا يحسن الاجابة عليها؛ ويدله على مظانها وهي كتبه التي الفها وبحث فيها جميع الموضوعات واجاب على مختلف المسائل. ويطلب منه ان يقرأ تلك الكتب، ويتخلى عن مذهب التشيع ويستبدل به الاعتزال اي مذهب الجاحظ، ويختلف على بيت الجاحظ لأخذ العلم عليه.
ونستطيع أن نقول ان الجاحظ توخى من رسالة التربيع والتدوير ان تكون فهرسا للمسائل التي عالجها في كتبه، وشاهدا على سعة ثقافته وعمقها وشمولها، ودعوة سافرة لقراءة تلك الكتب التي لا غنى عنها لكل مثقف او طالب علم، وترويجا للاعتزال.
وقد لخص أبو عثمان مزايا رسالة التربيع والتدوير وفوائدها حيث يقول:
«هذا الكتاب مرض مع ما (فيه) من الاخلاط مع اشكال واضداد، ومن الجد والهزل، ومن الحظر والاطلاق، ومن الاستئناف والقطع، ومن التحفظ والتضييع، ومن التثبت والتهاون. اذا اريد به تقريع معجب او تكثيف مموه، او امتحان مشكل، او تخجيل وقاح، او قمع ممار، او ممازحة ظريف، او مساءلة عالم، او مدارسة حافظ، او تنبيها على الطريق، او تجديدا للذهن» .
1 / 82