المذاهب الفقهية ولكن هذا الكتاب ضاع مع الأسف ولم يصل الينا. ويعتبر علم الفقه مختلفا عن علم الكلام. وفي الرسالتين الاخريين يعالج موضوعا واحدا هو النبيذ، صفاته، وتحليله. وهو يذهب الى انه غير محرم في الشرع لأنه يختلف عن الخمر.
والموضوع الرابع يستقطب ثلاث رسائل هي «البلاغة والايجاز»، و«تفضيل النطق على الصمت»، و«صناعة القواد» وموضوعها الغالب هو فضل الأدب، واهميته في حياة المرء ومفهوم البلاغة وعلاقتها بالايجاز. وهو يرى في رسالة البلاغة والايجاز التي لم يصلنا منها سوى النزر اليسير (صفحتين) ان البلاغة لا تعني الايجاز كما يدعي البيانيون. وقد طرق هذا الموضوع بتوسع في البيان والتبيين والحيوان. ويرى في الرسالة الثانية ان النطق افضل من الصمت على الرغم من حسنات الصمت، وقد عاد الى بحث هذه المسألة في رسائل أخرى مثل التربيع والتدوير، وكتمان السر وحفظ اللسان، كما رجع اليها في صدر كتاب البيان والتبيين. اما «صناعة القواد» فتحث على تعلم جميع الآداب، واغناء الثروة اللغوية، والاطلاع على مختلف فنون الأدب والقول، ليتمكن المرء من التعبير عن جميع ما يجول بخاطره أو يعرض له من الموضوعات. وتتضمن الرسالة نماذج من شعر الجاحظ والفاظا تقنية تخصّ مختلف المهن.
اما الموضوع الخامس والاخير فهو الشؤون الشخصية التي تغلب على ست رسائل هي: «الجد والهزل» و«فصل ما بين العداوة والحسد»، و«رسالة الى ابي الفرج بن نجاح الكاتب»، و«المودة والخلطة»، و«استنجاز الموعد» و«التربيع والتدوير» . في الرسالة الاولى يميط الجاحظ اللثام عن سوء علاقته بالوزير محمد بن عبد الملك الزيات في المرحلة الاخيرة من حياته، ويتذمر من كره الوزير اياه لأنه لم يدفع الاتاوة، كما يشكو من عيب
1 / 7