٣- مقدمة النبل والتنبل وذم الكبر
موضوعان يدور عليهما الكلام في هذا الكتاب هما النبل والتنبل، والكبر.
ويزعم الجاحظ انه تلقى كتابا من شخص لم يذكر إسمه يشكو فيه من تكبر بعض الناس عليه. واعتقد انه محمد بن احمد بن ابي دؤاد. والدليل هو قوله: «وقد اصبح شيخك، وليس يملك من عقابهم الا التوقيف، ولا من تأديبهم الا التعريف، ولو ملكناهم ملك السلطان، وقهرناهم قهر الولاة، «لنهكناهم عقوبة بالضرب، ولقمعناهم بالحصر» . فهذا الشخص من العلية وذوي السلطان، وشيخه أو أبوه مثله في المرتبة والسؤدد ولا ينطبق ذلك الا على محمد بن أحمد بن أبي دؤاد ووالده اللذين توليا على التوالي منصب القضاء في عصر الجاحظ وكان الجاحظ مقربا منهما وتجمعه بهما نحلة الاعتزال. وقد وجه اليه اكثر من رسالة واستعمل العبارة ذاتها: شيخك. الخ..
وحاول ان يرشده الى بعض الامور السياسيه والمذهبيه ويحرضه على أعدائه المتهاونين به (انظر رسالة المعاش والمعباد، ورسالة في نفي التشبيه) ضمن رسائل الجاحظ الكلاميه، ورسائل الجاحظ السياسيه)
1 / 17