سمع بالموصل ودمشق وحدث بها وبمصر، وأعطي القبول من الملوك والامراء والعلماء والعامة في الوعظ وغيره، ذكر في (مرآة الزمان) له: «أن الشيخ موفق الدين ابن قدامة الحنبلي حضر مجلس وعظه»، وله تصانيف شرح الجامع الكبير، وله إيثار الإنصاف، مات ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة 654 ه بجبل قاسيون، وصلى عليه بباب جامع جبل قاسيون الشمالي، السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد ابن الملك الطاهر غازي بن يوسف بن أيوب».
(وذكره أيضا) الذهبي في ميزان الاعتدال (ج 3- ص 333) فقال: «روى عن جده وطائفة، والف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يبخس ويجازف ثم أنه يترفض، وله مؤلف في ذلك (1) نسأل الله العافية (ثم قال): «قال الشيخ محيي الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا (رحمه الله) كان رافضيا».
وأورد ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان)- ج 6- ص 328- طبع حيدرآباد كلام الذهبي وزاد قوله: «وقد عظم شأن مرآة الزمان القطب موسى فقال في الذيل الذي كتبه بعده- بعد أن ذكر التواريخ- قال: «فرأيت أجمعها مقصدا، وأعذبها موردا، وأحسنها بيانا، وأصحها رواية، تكاد جنة ثمرها تكون عيانا، مرآة الزمان».
وذيل مرآة الزمان- هذا- هو لقطب الدين أبي الفتح موسى بن محمد بن أحمد بن قطب الدين اليونيني البعلبكي الحنبلي المتوفى سنة 726 ه، يقع في أربع مجلدات، طبع المجلد الأول منه- الذي هو من وقائع سنة 654 ه إلى أثناء سنة 662 ه بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن الهند سنة 1374 ه في (557) صفحة، عن نسختين قديمتين محفوظتين في مكتبة أياصوفيا باستانبول، رقم (3146) و(3199)، وطبع المجلد الثاني منه من وقائع سنة 658 ه الى سنة 670 ه بالمطبعة المذكورة سنة 1375 ه في (490) صفحة وقد صحح عن النسختين القديمتين المحفوظتين في اكسفورد واستانبول، تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية
صفحه ۵