166

تذكرة الخواص

تذكرة الخواص‏

ژانرها

فصل (في ذكر أخيه جعفر بن أبي طالب (ع))

لما ذكرنا في صدر الكتاب سيرة والده واخوته واخواته رأينا ان نختم الكتاب بذكر بعض سيرة جعفر فنقول قد ذكرنا ان أمه فاطمة بنت أسد وانه كان اسن من علي (ع) بعشر سنين وانه اسلم قديما واقام بالحبشة مهاجرا حتى فتحت خيبر سنة سبع وقدم على رسول الله (ص) فيها فقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه، وقال ما أدري آبائهم أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر.

ذكره أبو نعيم في (الحلية) عن أبي هريرة وقال النبي (ص) لجعفر أشبهت خلقي وخلقي، قال أبو هريرة وكان رسول الله (ص) يسميه أبا المساكين لأنه كان يحبهم ويطعمهم ويجلس اليهم ويرفق بهم وكنيته المشهورة أبو عبد الله.

ذكر قصته مع عمرو بن العاص وصاحبيه

قال احمد في المسند: حدثنا يعقوب عن أبيه عن محمد بن اسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا ان يبعثوا الى النجاشي فينا رجلين جلدين وان يهدوا الى النجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة فجمعوا له ادما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا أهدوا اليه هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص وقالوا لهما ادفعا الى كل بطريق هدية قبل ان تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا الى النجاشي هداياه ثم سلوه ان يسلمهم اليكما قبل ان يكلمهم فخرجا حتى قدما على النجاشي فدفعا الى كل بطريق هديته وقالا انه قد صار الى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع وقد بعثنا اشرافهم الى الملك ليردوهم اليه فاذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه ان يسلمهم الينا ولا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عينا قالوا نعم ثم قربا هداياهما الى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا أيها الملك انه قد صبا الى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دينهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا اليك فيهم اشراف قومهم من آبائهم واعمامهم وعشائرهم لتردهم اليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالت بطارقته

صفحه ۱۶۹