هذه الدار بالخروج من عز القناعة والدخول في الطلب والضراعة فما ادرك المشتري من درك فعلي مبلبل اجسام الملوك والأكاسرة وسالب نفوس الفراعنة والجبابرة مثل كسرى وقيصر وتبع وملوك حمير ومن جمع المال الى المال فاكثر ومن بنى وشيد وزخرف وادخر ونظر بزعمه للولد ووعد وأوعد اشخصوا والله جميعا الى موقف العرض والحساب، والثواب، والعقاب؛ وسيقع الأمر بفصل القضاء ويقتص للجماء من القرناء وخسر هنالك المبطلون وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون شهد على ذلك التواني ابن الفاقة والغرور ابن الأمل والحرص ابن الرغبة واللهو ابن اللعب ومن اخلد الى محل الثوى ومال الى الدنيا ورغب عن الأخرى.
فصل في ذكر قصة حدثت له (ع) (مع عبد الله بن عباس (رض))
أخبرنا أبو الحسن بن النجار المقري قال: أنبأنا محمد بن أبي منصور أنبأنا احمد بن علي بن سوار أنبأنا احمد بن عبد الواحد بن محمد الحريري أنبأنا احمد بن محمد الجندي أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الخضرمي حدثنا ابراهيم بن سعد الجوهري حدثنا المأمون عبد الله بن هارون عن أبيه هارون عن أبيه محمد المهدي عن أبيه أبي جعفر المنصور عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس قال ما انتفعت بكلام احد بعد رسول الله (ص) كانتفاعي بكلام كتب به أمير المؤمنين كتب إلي سلام عليك أما بعد: فان المرء يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه ويسره درك ما لم يكن ليفوته فليكن سرورك بما نلت من أمر آخرتك وليكن اسفك على ما فاتك منها وما فاتك من الدنيا فلا تأسفن عليه وليكن همك فيما بعد الموت والسلام.
وقد روى السدي هذا عن أشياخه وقال: عقيبه كان الشيطان قد نزغ بين ابن عباس وبين علي (ع) مدة ثم عاد الى موالاته.
قال: وسببه ان أمير المؤمنين ولى ابن عباس البصرة فمر بأبي الأسود الدئلي فقال له لو كنت من البهائم كنت جملا ولو كنت راعيا ما بلغت به المرعى.
فكتب أبو الأسود الى علي (ع)، أما بعد: فان الله جعلك واليا مؤتمنا وقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة ناصحا للرعية لا تأكل أموالهم ولا ترتشي في الحكم وان ابن
صفحه ۱۳۹