يغري النفس إلى الهوى
ويعدون الفعل «أغرى» ب«إلى»، كأنهم يقيسونه على شاقه وساقه، فيقولون: «يغري النفس إلى الهوى». والصواب أن يعدى ب«الباء»، فيقال: «يغري النفس بالهوى»، أي: يولعها به ويحضها عليه.
لكنني أجابه الواقع
ويقولون: «ولكني أجابه الواقع وجها لوجه»، أي: أقابل. فيستعملون «جابه» قياسا على عاين وواجه وشافه، ولكنه لم يسمع عن العرب. وإذا كان مراده بالمجابهة المقابلة جبهة لجبهة، كان قوله بعد ذلك «وجها لوجه» حشوا سخيفا.
ضغط عليه
ويقولون: «ضغط عليه»، أي: عصره وزحمه. فيعدونه ب«على» كأنهم يقيسونه على «شد» من قولهم: شد على العدو، أي: حمل عليه، أو على «شدد» من قولهم: شدد عليه في الأمر، أي ضيق. والصواب أن يتعدى بنفسه فيقال: ضغطه.
رمال قحلاء
ويقولون في كلامهم على أرض الحجاز: «بما يكتنفها من جبال جرداء ورمال قحلاء»، أي: قاحلة. ولم يسمع قط عن العرب «قحلاء» مؤنث أقحل، كجرداء مؤنث أجرد، وكأن هذا الخطأ من محاسن حب المحافظة على القافية!
لا سيما
ولا يخفى أن «لا سيما» مركبة من: «لا» النافية للجنس، و«سي» بمعنى مثل وهو اسمها، و«ما» الموصولة أو النكرة التامة أو الزائدة، والخبر محذوف، نحو: يعجبني التلاميذ ولا سيما التلميذ المجتهد،
صفحه نامشخص