وينبغي لنا جميعا أن لا نقنع من الأعمال بصورها حتى نطالب قلوبنا بين يدي الله تعالي بحقائقها ؛ ومع ذلك فلتكن لنا همة علوية، تترامى إلى أوطان القرب، ونفحات المحبوبية والحب، فالسعيد من حظي من ذلك بنصيب ، وكان مولاه منه على سائر الأحوال قريبا بخصوص التقريب، فيكتسي العبد من ذلك ثمرة الخشية والتعظيم ، للعزيز العظيم ، فالحب والخشية ثابتان في الكتاب العزيز والسنة المأثورة ، قال تعالى : ويحبهم ويحبونه والذين آمنوا أشد حبا لله و وقال تعالى : وإنما يخشى الله من عباده العلماء وفي الحديث أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك » وفي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرة، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله
ومعلوم أن الناس يتفاوتون في مقامات الحب والخشية ، في مقام أعلى من مقام ، ونصيب أرفع من نصيب فلتكن هم أحدنا من مقامات الحب والخشية أعلاه ، ولا يقنع إلا بذروته وذراه ، فالهمم القصيرة تقنع بأيسر نصيب
صفحه ۲۶