ثم إذا علمتم ذلك، فاعرفوا حق هذا الرجل الذي هو بين أظهركم وقدره، ولا يعرف حقه وقدره إلا من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم وحقه وقدره، فمن وقع دين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قلبه بموقع يستحقه ، عرف حق ما قام به هذا الرجل بين أظهر عباد الله ، يقوم معوجهم، ويصلح فسادهم، ويم شعثهم جهد إمكانه في الزمان المظلم، الذي انحرف فيه الدين، وجهلت السنن وعهدت البدع، وصار المعروف منكرا، والمنكر. معروفا والقابض على دينه، كالقابض على الجمر، فإن أجر من قام بإظهار هذا النور في هذه الظلمات لا يوصف، وخطره لا يعرف، هذا إذا عرفتموه أنتم من حيثية الأمر الشرعي الظاهر
فهنا قوم عرفوه من حيثية أخرى من الأمر الباطن، ومن يقوده إلى معرفة اسماء الله تعالى وصفاته ، وعظمة ذاته، واتصال قلبه بأشعة أنوارها، والاحتظاء من خصائصها وأعلى أذواقها، ونفوذه من الظاهر إلى الباطن، ومن الشهادة إلى الغيب، ومن الغيب إلى الشهادة، ومن عالم الخلق إلى عالم الأمر، وغير ذلك مما لا يمكن شرحه في كتاب
صفحه ۴۲