قال المؤلف رحمه الله: أنبأنا الشيخ المسن الراوية الحاج أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح عرف بابن رواح بمسجده بثغر الإسكندرية حماه الله, والشيخ الفقيه الإمام مفتي الأنام أبو الحسن علي ابن هبة الله الشافعي بمنية بني خصيب على ظهر النيل بها إجازة, قالا جميعا: أنا الشيخ الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني قال: أنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي -إملاء- قال: أنا بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي قال: أنا أبو صالح واسمه عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير أنا قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا رجاء بن حياة يومئذ، فلما انصرفنا خرجنا لنشيعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم على جائزة وحقا، أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فقلنا: هات رحمك الله؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ معنا عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك؟ قال: ((ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء، بلى قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم أجرا منكم)).
قال الثقفي: أبو جمعة الأنصاري اسمه حبيب بن سباع ويقال جنيد ابن سباع وقع لنا عاليا: ما كتبناه إلا من حديث صالح بن جبير عنه.
فصل قال علماؤنا رحمة الله عليهم: أعلم صلى الله عليه وسلم أن
من اتبع القرآن ومواعظه حالة الفترة، واقتفي العلم والسنن عند ظهور البدع، لا يقصر حاله عن حال الصديقين، ولا تنزل درجته عن درجات الصحابة والتابعين والله أعلم.
صفحه ۷۶