============================================================
وأن يقوموا معه في مصلحة المسلمين، ثم استحلف على نحو ذلك آمراء دمشق. وكان الآمير سيف الدين سندمر نائب دمشق قبله حضر إلى دمشق من طرابلس، فحلف مع آمراء 1731/] دمشق ثم عرفوا بذلك [ النواب، فكتب إليهم من القدس الأمير منجك الناصري السابق ذكره بموافقتهم والقيام معهم وأنهم ليسوا راضين بالطاعة ليلبغا الناصري لزعمهم أنه قتل أستاذه الناصر حسن ظلما، وعملوا محاضر بذلك، وشقوا العصى وأقاموا راية الخلاف.
وفي شعبان سنة اثنتين وستين أخرج بيدمر من القلعة الرجال الذين كانوا بها مستقرين واقام بها من ذويه جماعة، وكان فيها نحو آربع مثة ألف درهم لبيت المال، فاستولى عليها بيدمر، واستخرج الأموال الديوانية، وتعجل خزنة العام القابل من أهل الذمة، ونقل إلى القلعة ما لا يوصف كثرة من العدد والآلات وأنواع من الأقوات، ونصب المجانيق عليها ، ثم حلف الأمراء ثانيا وأعطاهم ووعدهم ومناهم.
وفي عاشر رمضان سنة اثنتين وستين حضر إلى دمشق من طرابلس نائبها الأمير سيف الدين تومارتمر، وأقام بالقصر الظاهري، ولما وصل تومارتمر إلى بئدمر وأتته مكاتبة منجك وانضم إليه آمراء الشام وتوثق جهز العساكر إلى صوب مصر، فخرجوا أرسالأ إلى غزة لحفظ هذه الجهة من آهل مصر، ثم توجه بمن بقي ومعه من الأمراء خلفهم بعد صلاة الجمعة من اليوم الثاني عشر من شهر رمضان ومعه القضاة والموقعون، فبلغوا إلى قريب الصمين، وفي الليل أتاهم الخبر بمخالفة بعض الأمراء لهم وأنهم تقاتلوا وأن العرب نهبتهم 1791/ب] بقرب غزة، فرجع بيدمر بمن معه إلى دمشق، ووصلهم ( في آخر النهار منجك من القدس، ولما أصبحوا لم يروا لنائب طرابلس ولا لغيره من امراء دمشق أثرا ولا عرف لهم خبر، فخارت لذلك قوى بيدمر، وسقط في يده، وأخذ أصحابه يتفرقون عنه، ولم يبق معه من عليه العمدة غير منجك وأسندمر وجبرايل صاحب بيدمر ودون نحو مئتي نفس، واتفق خروج عسكر مصر في خدمة السلطان المنتصور والخليفة المعتضد العباسي ومدبر الدولة الآمير يلبغا الخاسكي، وانتهوا إلى منزلة الكسوة على بريد من دمشق في الرابع والعشرين من رمضان سنة اثنتين وستين، فحيئذ تحصن بيدمر ومن معه بقلعة دمشق، وغلقت أبوابها، وأشرف الناس على خطة صعبة، وتهيؤوا للمحاصرة ، وأصبح في يوم الخميس خامس عشرين رمضان الآمراء بدمشق عليهم الات الحرب، وقطعت الأنهار
صفحه ۳۶۰