بين الرائي وبين الله تعالى، فإذا نظروا هاتيك النظرة ووجدوا تلك اللذة:
(فما أُعطوا) بالبناء للمجهول.
(شيئًا أحب) أي: محبوبية أكثر.
(إليهم من النَّظَرِ إلى ربهم) ورؤيةُ المؤمنين لله تعالى في الدار الآخرة ثابتة بالكتاب والسُّنَّة والإِجماع.
أما الكتاب، فقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢، ٢٣].
وأما السُّنَّة، فقوله ﷺ: "إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته" رواه الشيخان والأربعة وأحمد عن جرير ﵁، ورواه إحدى وعشرون من أكابر الصحابة ﵃ أجمعين (١).
وأمَّا الإِجماع، فهو أنَّ الأُمَّة كانوا مجتمعين على وقوع الرؤية في الآخرة، وأن الآيات الواردة في ذلك محمولة على ظواهرها.
ثُمَّ ظهرت مقالة المخالفين الكاذبة، وشاعت شبههم الباطلة وتأويلاتهم العاطلة. والله أعلم.
_________
(١) هو حديث متواتر. انظر: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" للكتاني (ص ١٥٣).
1 / 25