قوله تعالى: {فكأين من قرية أهلكناها} [(45) سورة الحج] أي أهلكنا أهلها، وقد مضى في (آل عمران) الكلام في (كأين) {وهي ظالمة} أي بالكفر، {فهي خاوية على عروشها} تقدم في الكهف، {وبئر معطلة وقصر مشيد} قال الزجاج: {وبئر معطلة} معطوف على {من قرية} أي ومن أهل قرية ومن أهل بئر، والفراء يذهب إلى أن {وبئر} معطوف على {عروشها} وقال الأصمعي: سألت نافع بن أبي نعيم أيهمز البئر والذئب؟ فقال: إن كانت العرب تهمزهما فاهمزهما، وأكثر الرواة عن نافع بهمزهما إلا ورشا فإن روايته عنه بغير همز فيهما، والأصل الهمز.
والكسائي أيضا الكسائي لا يهمز، وقيل له: لم لا تهمز الذئب؟ قال: أخاف أن يأكلني.
إلا ورشا فإن روايته عنه بغير همز فيهما والأصل الهمز، ومعنى {معطلة} متروكة قاله الضحاك، وقيل: خالية من أهلها لهلاكهم، وقيل: غائرة الماء، وقيل: معطلة من دلائها وأرشيتها والمعنى متقارب، {وقصر مشيد} قال قتادة والضحاك ومقاتل: رفيع طويل، قال عدي بن زيد:
شاده مرمرا وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكور
أي رفعه ...
رفعه، شاده أي رفعه.
أي رفعه، وقال سعيد بن جبير وعطاء وعكرمة ومجاهد: مجصص من الشيد وهو الجص، قال الراجز:
لا تحسبني وإن كنت امرأ غمرا ... كحية الماء بين الطين والشيد
وقال امرؤ القيس: ولا أطما إلا مشيدا بجندل.
وقال ابن عباس: {مشيد} أي حصين ...
يقول: قال الراجز، والبيت ليس من الرجز، والشاعر ما عرف بالإكثار من الرجز، بحيث لو كان البيت مثلا لرؤبة قيل: قال الراجز ولو لم يكن من الرجز؛ لأنه عرف بكثرة الرجز، قول أبي العتاهية أيضا راجز أيضا، أما صاحب البيت الشماخ هذا ليس بمكثر من الرجز فلا يوصف به، والبيت ليس من الرجز.
صفحه ۵