تعلیق بر موطأ در تفسیر لغات، ابهامات اعراب و معانی آن
التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه
ویرایشگر
الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)
ناشر
مكتبة العبيكان
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرها
لأَنَّ الشَّنَّ مُذَكَّرٌ وَلكِنَّهُ أَنَّثَ الضَّمِيرَ عَلَى مَعنَى القِربَةِ. والرِّوَايَةُ أَيضًا: "فَتَوَضَّأ مِنْها"، والصَّوابُ مَا ذَكرنَاهُ في تَذْكِيرِهِ.
- وَقَوْلُها: "فَلَا تَسألْ عَنْ حُسْنهِنَّ وَطُوْلِهِنَّ". هذا كَلامٌ تسْتَعمِلُهُ العَرَبُ عِنْدَ تعظِيمِ الشَّيءِ والإفْرَاطِ في مَنحِهِ، فَيَقُوْلُوْنَ: لاَ تَسأَلْ عَنْ كَرَمِ فُلانٍ، ولَه مَعنيان:
أحَدُهُمَا: أَنَّ كَرَمَهُ مَشْهُوْرٌ تُغْنِي شُهْرَتُهُ عَنِ السُّؤالِ عَنْهُ.
والآخرُ: لَا تَسْأل عَنْ صِفَةِ كَرَمِهِ فَهُوَ أَشْنَعُ مِنْ أَنْ يُقْدَرَ عَلَى وصفِهِ لِجَوَازِهِ الحَدَّ، وَمِنْ [هذَا] المَغنَى قَوْلُ أَبِي النَّشْنَاشِ (١):
= التأنِيثِ، فَلَا يحتَاجُ إِلَى تأنيثِ مَعْنًى، بل لفظها يذكرُ ويؤنَّثُ على السَّوَاءِ.
(١) أَبُو النَّشْنَاشِ هذَا لِصٌّ مِنْ لُصُوْصُ بَنِي تَمِيمٍ، وَلَا أدرِي مِنْ أَيِّ تَمِيمٍ هُوَ؟ ولَم أعرِفُ عَنْهُ إلَّا مَا رَوَاهُ أَبُو الفَرَجِ الأصبَهانيُّ في الأغَانِي (١٢/ ١٧١) حَيثَ أَنْشَدَ لَهُ:
كَأَن لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسْيِرًا مَكبَّلًا .... وَلَا رَجُلًا يُرمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
كَأَني جَوَادٌ ضَمَّهُ القَيدُ بَعْدَ مَا ... جَرَى سَابِقًا في حَلْبَةٍ وَرهانِ
وَذلِكَ في أَخْبَارِ الأفْوَهُ الأوْدِيِّ فَقَال: "الشعر لرَجُلٍ مِنْ لُصُوْصِ تَمِيمٍ يُعْرَفُ بِأَبي النَّشْنَاشِ .. " ثمَّ قَال: "أَخْبَرَني عَلِيُّ بنُ سُلَيمَان الأخْفَشُ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيب، قَال: كَانَ أَبُو النَّشْنَاشِ مِنْ مَلاصِّ بَنِي تَمِيمٍ [مِنْ لُصُوْصِهم]، وَكَانَ يعتَرِضُ القَوَافِلَ في شُذَّاذ مِنَ العَرَبِ بَينَ طَرِيقِ الحِجَازِ والشَّامِ فَيَجْتَاحَها، فَظَفَرَ بِهِ بَعضُ عُمَّال مَروَانَ فَحَبَسَهُ وقَيَّدَهُ مُدَّةً، ثُمَّ أَمكَنَهُ الهرَبُ في وَقْتِ غِرَّة فَهرَبَ ... وذَكَرَ قِصَّة فِيها طُوْلٌ وأَنْشَدَ لَهُ قِصِيدَة مِنْها البيتُ المَذْكُوْرُ هُنَا، وَهُوَ أوَّلها. والسُّكَرِيُّ المَذْكُوْرُ في السَّنَدِ لَهُ مُؤلَّفٌ خَاصٌّ بِلُصُوْصِ العَرَبِ مَشْهُوْرٌ نَقَلَ عَنْهُ البَغْدَادي في الخِزَانَةِ .. وغيره وبَقِيَ مِنْه قِطْعَةٌ فِيها شعرُ طُهْمَانَ بنِ عَمرِو، نُشِرَتْ .. وبعدَ البَيتِ:
مَذَاهِبُهُ إِنَّ الفِجَاجَ عَرِيضَةٌ ... إِذَا ضَنَّ عَنْهُ بالنَّوَالِ أَقَارِبُهْ
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَسْرَحْ سَوَامًا وَلَم يُرحْ ... سَوَامًا وَلَم يَبْسُطْ لَهُ الوَجْهُ صَاحِبُهْ
فَلَلْمَوْتُ خَيرٌ لِلْفَتَى مِنْ قُعُوْدِهِ ... عَدِيمًا وَمِنْ مَولًى تُعَافُ مَشَارِبُهُ =
1 / 177