التعازی
التعازي
پژوهشگر
إبراهيم محمد حسن الجمل
ناشر
نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
فحتّى متى حتّى متى وإلى متى ... يدوم طلوع الشّمس لي وغروبها
أيا هادم اللذّات ما منك مهربٌ ... تحاذر نفسي منك ما سيصيبها
رأيت المنايا قسّمت بين أنفسٍ ... ونفسي سيأتي بعدهنّ نصيبها
وقال منصور النمري يرثي يزيد بن مزيد:
متى يبرد الحزن الذّي في فؤاديا ... أبا خالدٍ من بعد ألاّ تلاقيا؟!
أبا خالدٍ ما كان أدهى مصيبةً ... أصابت معدًّا يوم أصبحت ثاويا
أبا خالدٍ لا بل عممت بنكبةٍ ... فتبكي معدٌّ والقبيل اليمانيا
وناعٍ غدا ينعى يزيد بن مزيدٍ ... فقلت له: أصبحت للجود ناعيا
أعينيّ جودا بالدّموع وأسعدا ... بعبرة محزونٍ بكى لبكائيا
سمعت بكاء النائحات بسحرةٍ ... فهيّجن أحزانًا غلبن عزائيا
ألا عذر الله العيون البواكيا ... وقد عاينت يومًا من الدّهر شاجيا؟
لعمري لئن سرّ الأعادي وأظهروا ... شماتًا، لقد مرّوا بربعك خاليا
وخلّفت ليثي غابتين كلاهما ... سيلقى الأعادي من يديه الدّواهيا
فشبهك أخلاقًا وعزّة أنفسٍ ... إذا النّفس جاشت لو بلغن التّراقيا
قال النفس في موضع النفوس.
سقيت السّواري والغوادي وقد أرى ... خيالك يسري ثمّ يصبح غاديا
نعزّي بك الإسلام إنّك دونه ... إذا نكل الحامون كنت محاميا
مشمّر أذيالٍ تحوط حريمه ... وتحمي له أطرافه والقواصيا
وكنت شهابًا للخليفة ثاقبًا ... وكوكبةً ترمي العدا والمناويا
وكنت سنانًا نافذًا في يمينه ... وسيفًا له عضبًا يقدّ الهواديا
وكنت إذا نادى لأمر عظيمةٍ ... ولم يك من يكفي أصابك كافيا
.... دوينا جانبًا والسواسا ... وشمّرت أذيالًا ولبّيت داعيا؟
وقمت بأمر الثّغر بعد فساده ... وأوشكت منه رقع ما كان واهيا
1 / 293