ثم كان طاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة في رجب فاشتد في شهر رمضان فكان يحصى في سكة المربد في كل يوم عشرة آلاف جنازة، أيامًا، وخف في شوال.
وقال طارق: أخبرني رجل قال: تزوجت امرأة فدخلت بها ليلة الاثنين، وأصبحت غاديًا من عندهم وهي عند أبيها وأمها وأختها وخادمهم، فعدت إليهم يوم الجمعة فلم يبق منهم أحد.
وهرب من الطاعون علي بن زيد بن جدعان إلى السيالة، وكان يجمع كل جمعة ويرجع. فكان إذا جمع صاحوا به: فر من الطاعون، فطعن فمات بالسيالة وهرب عمرو بن عبيد ورباط بن محمد بن رباط إلى الرباطية فقال إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن الفقيمي: الطويل
لمّا استفزّ الموت كلّ مكذّبٍ ... صبرت، ولم يصبر رباطٌ ولا عمرو
ورأى نافع رجلًا قد خرج من البصرة على حمار فرقًا من الطاعون، وكان نافع يعرفه فقال: انظروا يفر من الله على حمار.