(¬6) 1 أ : حضر ، ب : حصر وكذلك لو تزوج امرأة يحسبها أجنبية فإذا هي أخته لما كان ملوما ، وكذلك من صلى بغير طهارة ، وهو لا يعلم ، لم يكن حرجا ، فهذا ونحوه يدل على أنا تعبدنا بما عندنا علمه بالظاهر ، ومن حمل على الناس علم الحقيقة وكلفهم أن يعلموا غير ما عندهم إذا اجتهدوا من حيث الاجتهاد ، وطلبوا الحق و عملوا بما (¬1) هو حق عندهم واستدلوا ، فقد أعظم القول على المسلمين واجترأ (¬2) على مخالفة كتاب رب العالمين ، وهذا الذي ذكرناه أكثر من أن يخفى على ذي فهم .
ألا ترى أن الله قد كلف عباده ، وافترض عليهم الولاية والبراءة (¬3) من بعضهم لبعض ، ومع ذلك فلم يلزمهم ما يعلم هو من حال من (¬4) يتولونه ويبرئون منه بغير ما يظهر لهم منهم ، ولم يكلفهم علم سر (¬5) من يتولونه ويبرؤون منه (¬6) ، وإنما كلفهم أن يجتهدوا ويحكموا بالظاهر ، فإذا اختبروا أمر (¬7) المتولى والمتبرأ منه بما ظهر إليهم من حاله ، وسكنت نفوسهم إلى أنه في الباطن كما هو في الظاهر من القول والعمل تولوه .
وكذلك حكمهم فيمن يبرؤون منه ، وقد يعتقد الإنسان موالاة الإنسان ومحبته بظاهر أمره ، ويكون في باطنه (عدو الله) (¬8) يعتقد الكفر والجحود لوحدانيته ، (ولا يكون) (¬9) ما ظهر من موالاته دليلا على حقيقة أمره .
¬__________
(¬1) 2 ب : وعلموا إنما
(¬2) 3 أ : واجتروا
(¬3) 4 يشكل مفهوما الولاية والبراءة احد ابرز أسس العقيدة الاباضية ، وقد عرف الإمام الجيطالي الولاية بأنها : إيجاب الترحم والاستغفار للمسلمين ، أما البراءة : فهي هجرة من جاهر بالبغي والعدوان ومن ارتكب الكبائر جهرا حتى يتوب .[ إسماعيل الجيطالي ؛ قواعد الإسلام 1/47 ، بكير اعوشت ؛ دراسات إسلامية في أصول الاباضية 106 ]
(¬4) 5 ب : ما
(¬5) 6 ب : سريرة
(¬6) 7 - ب
(¬7) 8 أ : من
(¬8) 1 - ب
صفحه ۲۵