(¬9) 8 أ : يقطع الضرب (¬1) الثاني من العلم : هو علم الدلائل المستنبط بالعقول ، ويستدرك معناه بالبحث والنظر وبدليل العبرة (¬2) ، وفي هذا يقع الاختلاف والتنازع لكثرة فروعه، وغموض أدلته ودقة معانيه ، وفيه يميز (¬3) فضل العلماء بما فضلهم الله به من (¬4) الذكاء والفطنة ، وجودة الرأي وحسن الطلب ، لاستخراج أحكام الله تعالى ، وحجج الله التي تعرف بها أحكام الكتاب والسنة واتفاق الأمة وحجة العقل ،
وقال الله جل (¬5) ذكره : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } (¬6) ، فالمحكم يعرفه السامع ، والمتشابه يفكر (¬7) فيه العالم ؛ لأن في القران العموم والخصوص (¬8) ، والمجمل والمفسر، والتصريح والكناية .
قال الله تبارك وتعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } (¬9) فأوجب (¬10) التذكرة والاعتبار ، وخص بذلك أولي الإبصار ، فاعتبر أهل البصائر والمعرفة بأحكام الله ، واستخراج أحكام كتابه بما أمرهم به ، وندبهم إليه ، واجتهدوا وقاسوا النظير بالنظير على حكمه في الجملة، والمنصوص عليه بعينه بالعلل الجامعة ، بينها بما دلهم الله تعالى عليه بقوله : { يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار } (¬11) اعتبروا واتعظوا واعلموا أن من فعل مثل فعلهم أحللت به من العقوبة مثل ما أحللتها بهم .
- [ التعبد بالظاهر واليقين ]
¬__________
(¬1) 9 ب : والضرب
(¬2) 10 ويسمى أيضا : العلم النظري أو الكسبي ، قال الإمام السالمي : " هو ما يحتاج تحصيله إلى طلب وهو أنواع . [ عبد الله السالمي ؛ مشارق أنوار العقول 61 ]
(¬3) 11 ب : تمييز
(¬4) 12 - أ
(¬5) 1 ب : تعالى جل
(¬6) 2 آل عمران / 7
(¬7) 3 ب : يكفر
(¬8) 4 ب : المعلوم والمخصوص
(¬9) 5 ص / 29
(¬10) 6 ب : فأوجب الله
صفحه ۱۹