غذا در جهان قدیم
الطعام في العالم القديم
ژانرها
والذين لا يسحب الحرف المخصص لتحديد مكان يتناولون طعامهم فيه، هل سيطردون؟
براكساجورا :
لن يحدث هذا لكم. سنوفر كل شيء للجميع بسخاء، وسيترتب على ذلك خروج الجميع وهم سكارى، وكل يرتدي إكليله ويحمل مشعله، وستنقض النساء الآتيات من الشوارع الجانبية على الرجال الخارجين من مأدبة العشاء وهن يقلن: «هلموا إلينا. ها هي ذي فتاة جميلة.»
صارت الآلات المستخدمة في الانتخاب الديمقراطي تستخدم في حفلات الشراب، وثمة فكرتان تجدر الإشارة إليهما؛ أولا: كان يقام الكثير من مناسبات تناول الطعام واحتساء الشراب للمسئولين الحكوميين في المدينة التي تطبق الحكم الديمقراطي، وكان ثمة بند يقضي بمراجعة شهرية لكميات الطعام المتوافرة؛ ولذلك، فالاقتراح الهزلي هو امتداد لما كان مدمجا في النظام، وهو امتداد في الفردوس الهزلي لضمان عدم وقوع أحد ضحية للجوع. ثانيا: تنتظر النساء الرجال خارج قاعات الطعام؛ فهذا النظام الشيوعي البدائي لا يتمادى فيما يخص القواعد التي تحكم العلاقة بين الجنسين إلى حد السماح للرجال والنساء بتناول الطعام معا.
والفقرة الهزلية الثانية مأخوذة من مسرحية «بلوتوس، إله الثروة» لأريستوفان، وتصور هذه الحكاية الرمزية الأسطورية إله الثروة الكفيف وقد استعاد بصره؛ مما أدى إلى عواقب مدهشة؛ فبمجرد أن يتمكن الإله من الرؤية لا يكون البشر في حاجة إلى الآلهة؛ لأن الصالحين لديهم ما يكفيهم من الثروة. وهكذا، يواجه الكهنة والآلهة خطر الموت جوعا، كما يحدث في مسرحية أريستوفان السابقة التي ألفها في عام 414 قبل الميلاد؛ «الطيور». ولكن علاج العمى هو ما أود التركيز عليه، وهذا العلاج عبارة عن النوم المقدس، ويذكرنا بعادة دينية ناقشتها من قبل في الفصلين الثالث والثامن، والراوي هو كاريون العبد.
يغتسل إله الثروة في البحر، ثم يرقد في حرم المعبد. تقدم الكعكات والبخور (661-662)، ويرقدون على أرائك ريفية. ومن بين غيره من المرضى امرأة عجوز معها قدر من «أتهاري» (عصيدة القمح)، ويطمع فيه العبد، ولكن نواياه في الاستيلاء على الطعام أقل تطورا من نوايا الكاهن الذي يختطف الكعكات المخصصة كقرابين والتين المجفف من هيكل المعبد. ويخشى العبد من أن يمر الإله بجوار المزار وهو يرتدي الإكليل ويضبطه وهو يسرق العصيدة، وترتاب المرأة العجوز أيضا، ويصدر العبد صوت فحيح وكأنه أفعى مقدسة لإخافتها ويختطف العصيدة؛ فتخرج العجوز ريحا من فرط الخوف، ويخرج العبد ريحا أيضا، بعد أن أكل من العصيدة؛ فيمسك خدم الإله أنوفهم، ولكن الإله لا يعبأ بذلك؛ لأنه يأكل الفضلات. ويمر الإله بجوار المرضى ومعه هاون ويد هاون وصندوق من الأدوية، ويعالج سياسيا كفيفا بالثوم وعصير التين وبصل البحر والخل؛ ما يسبب ألما شديدا لهذا الرجل المكروه. وفي غضون ذلك، يشفى إله الثروة بفعل الأفاعي المقدسة، وفور عودته إلى المدينة يتأكد أن البسطاء لا يعانون من الجوع (762-763) وينشر الرفاهية بين جميع الصالحين.
وهذه توليفة هزلية معتادة تعبر عن انتصار البسطاء على ذوي السلطان (الآلهة وكذلك البشر)، وهو ما ناقشته في ويلكنز (2000). والفكرة غير المعتادة (ولذلك هي مفيدة للغاية: راجع إديلشتاين آند إديلشتاين 1945) هي الوصف التفصيلي للنوم المقدس؛ إذ تشرح المسرحية الكوميدية كيف يحصل الكهنة على القرابين المقدمة للآلهة، وربما يأكلونها أيضا: فأين عساها تذهب؟ ويصور الإله أيضا في هيئة مادية وهزلية للغاية. ونظرا لأن اختبار البراز والبول عادة طبية متعارف عليها لتشخيص الأمراض، فإن الإله لا يتأثر بالروائح الكريهة التي تزعج خدمه. والعلاج يعتمد على الأفاعي، و«العلاج» العقابي القائم على الخل وغيره المخصص للسياسي (حتى لو لم يكن عقابا) لا يبدو أنه من سبل النوم المقدس، بل هو علاج بديل يقدمه الطبيب.
وكما أكدت في ويلكنز (2000)، فإن المسرح الكوميدي يقدم تفاصيل دقيقة عن عادات تناول الطعام القديمة، وكثيرا ما تتفوق هذه التفاصيل بكثير على أي مصدر آخر.
ولم تتسبب هوية المسرح الكوميدي بصفته جنسا أدبيا شعبيا في استبعاد أهميته للطبقة الراقية؛ إذ كان يتسنى إدماجه في الأعمال الأدبية الأخرى التي ظهرت في عصر لاحق. وكان المسرح الكوميدي شاهدا على استعمال صيغة نقية من المفردات الأتيكية، وكان شاهدا أيضا على الكثير من أوجه الثقافة الأثينية في العصر الكلاسيكي القديم. ولهذه الأسباب يظهر المسرح الكوميدي في أعمال بلوتارخ (مع أنه يكره سوقيته)، وأعمال أثينايوس (وتعجبه سرعة البديهة اللفظية وتفاصيل المآدب الحقيقية)، وأعمال جالينوس. ويستعمل الأخير المسرح الكوميدي بغرض إدراج أدلة عن المصطلحات المتعلقة بالطعام ولأسباب أسلوبية، كما أنه كتب عددا من الكتب عن لغة شعراء المسرح الكوميدي القديم؛ مثل: يوبوليس، وكراتينوس، وأريستوفان.
وتأتي مناقشة عن المسرح الكوميدي في كتاب بلوتارخ «حديث المائدة» (7، 8). يتسم المسرح الكوميدي القديم بلغته الخشنة أكثر من اللازم؛ إذ يتطلب الأمر تدخل عالم نحو لتفسيرها لكل شخص على حدة، وكأنه الشخص المكلف بصب النبيذ الواقف خلف كل ضيف. والغناء أفضل منه بكثير، فهو يقدم طعاما أساسيا في هيئة كلمات، ويقدم الموسيقى بصفتها مكملات إضافية. وهذا مثال لافت لاستيعاب الصور الثقافية (ممثلة في المسرح الكوميدي والأغاني) على سبيل المجاز في جلسات الشراب.
صفحه نامشخص