التبصرة
التبصرة
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
وَنَظَرَ فِي الْمَآلِ وَعَاقِبَةِ الْمَصِيرِ، وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ، وَكَفَى بِالْجَنَّةِ نَوَالا وَبِالنَّارِ نَكَالا.
فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ، وَعُمِّرَ فَاعْتُبِرَ، وَأَجَابَ فَأَنَابَ، وَرَاجَعَ فَتَابَ، وَتَزَوَّدَ لِرَحِيلِهِ وَتَأَهَّبَ لِسَبِيلِهِ.
فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ غَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلا الْهَرَمَ، وَأَهْلُ بِضَاعَةِ الصِّحَّةِ إِلا السَّقَمَ، وَأَهْلُ طُولِ الْبَقَاءِ إِلا مُفَاجَأَةَ الْفَنَاءِ وَاقْتِرَابَ الْفَوْتِ وَنُزُولَ الْمَوْتِ، وَأَزَفَ الانْتِقَالِ وَإِشْفَاءَ الزَّوَالِ، وَحَفْزَ الأَنِينِ، وَعَرَقَ الْجَبِينِ وَامْتِدَادَ الْعِرْنِينِ، وَعِظَمَ الْقَلَقِ وَقَبْضَ الرَّمَقِ.
جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ أَفَاقَ لِنَفْسِهِ وَفَاقَ بِالتَّحَفُّظِ أَبْنَاءُ جِنْسِهِ، وَأَعَدَّ عُدَّةً تَصْلُحُ لِرَمْسِهِ، وَاسْتَدْرَكَ فِي يَوْمِهِ مَا مَضَى مِنْ أَمْسِهِ، قَبْلَ ظُهُورِ الْعَجَائِبِ وَمَشِيبِ الذَّوَائِبِ، وَقُدُومِ الْغَائِبِ وَزَمِّ الرَّكَائِبِ، إِنَّهُ سميع الدعاء.
1 / 56