تبرید در میراث علمی عربی
التبريد في التراث العلمي العربي
ژانرها
74 (9) أبو رشيد النيسابوري (القرن 5ه/11م)
أعاد أبو رشيد النيسابوري (توفي نحو 440ه/1048م) مناقشة السبب في تصدع الوعاء الذي يتجمد فيه الماء، وقد اعترض وحاول أن يفند قول من يفسر سبب تصدع الإناء أنه نتيجة تقلص الماء وحدوث خلاء شديد يؤدي إلى دخول الهواء من الخارج.
قال النيسابوري: «وثالثها هو أنهم قالوا: قد علمنا أن الجرة إذا جمد ما فيها فإنها تنكسر، وإنما وجب ذلك لأن الماء بالجمود يجتمع، فيكاد يخلو الموضع، فتنشق الجرة ليدخل الهواء إلى ذلك الموضع؛ ولهذا يكون انشقاقها في وقت جمود الماء.»
75
وقد ذكر النيسابوري أن تفسيرهم غير صحيح؛ لأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار عوامل أخرى هي وجود مادة أخرى غير الماء داخل الجرة، مثل السمن، أو اختلاف المادة المصنوعة منها الجرة؛ فالجرة المصنوعة من النحاس تختلف عن المصنوعة من الطين.
لذلك يمكننا تفسير تصدع الإناء - حسب النيسابوري - بسبب ازدياد ثقل وكثافة الماء بعد تجمده؛ هذا الثقل يجعل الوعاء يتصدع تحت تأثير قوة ثقله. على سبيل المثال: إذا كان لدينا قطعة قماش رقيقة ووضعنا عليها شيئا من الطحين فإنها لا تتأثر بقوة ثقله ، لكننا إذا وضعنا عليها مجموعة من الأحجار فإنها ستتمزق بتأثير ثقل الأحجار.
قال النيسابوري: «وأما ما قالوه من حديث الجرة فباطل؛ لأنه لو كان كذلك لوجب أن يفترق الحال بين أن يجمد الماء في الجرة وأن يجمد السمن فيها، ولا بين أن تكون الجرة من طين وأن تكون من شبة أو نحاس أو رصاص لأجل ما ذكروه من العلة.
ثم ما ذكروه من الاجتماع والانقباض لا معنى له، وعلى مذهبهم العالم ملاء، فكيف يتأتى الاجتماع والانقباض أشد مما كان إلا أن نزيد بذكر المداخلة؛ فهو أبين فسادا من الأول.
ثم إن العلة في انكسار الجرة فلأن الماء يثقل بالجمود؛ لأنه تحصل فيه اعتمادات، فيحصل تأثير تلك الاعتمادات على صفحة الجرة فيفرقها؛ فكون سبيل ذلك سبيل كر من ثوب رقيق، فإنه إذا حصل فيه الدقيق لا ينفتق، ولو جعل بدل الدقيق الأحجار فإنه ينشق لما في الأحجار من الثقل.»
76
صفحه نامشخص