تبرید در میراث علمی عربی
التبريد في التراث العلمي العربي
ژانرها
يذكر لنا أبو العباس القلقشندي (توفي 821ه/1418م) تفاصيل كثيرة عن عمليات نقل الثلج في كتابه «صبح الأعشى في صناعة الإنشا»؛ فقد خصص الباب الثالث من الخاتمة للحديث عن هجن الثلج والمراكب المعدة لحمل الثلج الذي يحمل من الشام إلى الأبواب السلطانية بالديار المصرية؛ إذ يشرح في البداية أن سبب عملية الشحن هذه هو عدم وجود مياه مبردة أو مثلجة في الصيف في مصر، «ثم لاعتناء ملوك مصر بالثلج قرروا له هجنا تحمله في البر وسفنا تحمله في البحر حتى يصل إلى القلعة المحروسة».
65
وقد كانت عملية الشحن تتم من بلاد الشام إلى مصر بطريقين:
الأول بحري: من طرابلس الشام نحو دمياط، ثم يستخدم نهر النيل إلى بولاق، ومن هناك يتابع مسيره برا إلى القصور السلطانية.
الثاني بري: ينطلق من دمشق إلى الصنمين ثم منها إلى بانياس ثم منها إلى أربد ثم منها إلى بيسان ثم منها إلى جنين ثم منها إلى قاقون ثم منها إلى لد ثم منها إلى غزة ثم منها إلى العريش ثم منها إلى الورادة ثم منها إلى المطيلب ثم منها إلى قطيا ثم منها إلى القصير ثم منها إلى الصالحية ثم منها إلى بلبيس ثم منها إلى قلعة السلطان.
قال القلقشندي: «الفصل الثاني من الباب الثالث من الخاتمة في المراكب المعدة لنقل الثلج من الشام قد ذكر في التعريف أنها كانت في أيام الملك الظاهر بيبرس تغمده الله برحمته ثلاث مراكب في السنة لا تزيد على ذلك، قال ودامت على أيام سلطاننا يعني الملك الناصر محمد بن قلاوون في السلطنة الثالثة، وبقيت صدرا منها ثم أخذت في التزيد إلى أن بلغت أحد عشر مركبا في مملكتي الشام وطرابلس، وربما زادت على ذلك. قال: وآخر عهدي بها من السبعة إلى الثمانية تطلب من الشام ولا تكلف طرابلس إلا المساعدة، وكل ذلك بحسب اختلاف الأوقات ودواعي الضرورات. قال: والمراكب تأتي دمياط في البحر ثم يخرج الثلج في النيل إلى ساحل بولاق فينقل منه على البغال السلطانية، ويحمل إلى الشرابخاناه الشريفة على ما تقدم ذكره، وقد جرت العادة أن المراكب إذا سفرت سفر معها من يتداركها من ثلاجين لمداراتها ثم الواصلون بها في البحر يعودون على البريد في البر.»
66 «الفصل الثالث من الباب الثالث من الخاتمة في الهجن المعدة لنقل ذلك قد ذكر في التعريف أنه مما حدث في الدولة الناصرية «محمد بن قلاوون» واستمر، وقد كان قبل ذلك لا يحمل إلا في البحر خاصة، ثم ذكر أن هذه المراكز من دمشق إلى الصنمين ثم منها إلى بانياس ثم منها إلى أربد ثم منها إلى بيسان ثم منها إلى جنين ثم منها إلى قاقون ثم منها إلى لد ثم منها إلى غزة ثم منها إلى العريش ثم منها إلى الورادة ثم منها إلى المطيلب ثم منها إلى قطيا ثم منها إلى القصير ثم منها إلى الصالحية ثم منها إلى بلبيس ثم منها إلى القلعة. قال والمستقر في كل مركز ست هجن؛ خمسة للأحمال وهجين للهجان تكون كل نقلة خمسة أحمال، وهذه الهجن من الشام إلى العريش على المملكة الشامية خلا جنين؛ فإنها على صفد، ومن الورادة إلى القلعة هجن من المناخات السلطانية والكلفة على مال مصر، ولا تستقر هذه الهجن بهذه المراكز إلا أوان حمل الثلج، وهي حزيران وتشرين الثاني، وعدة نقلاته إحدى وسبعون نقلة متقاربا مدد ما بينها، ثم صار يزيد على ذلك ويجهز مع كل نقلة بريدي يتداركه ويجهز معه ثلاجا خبيرا بحمله ومداراته يحمل على فرس ببريد ثان. قال واستقر في وقت أن يحمل الثلاج على خيل الولاية. واعلم أن الثلج إذا وصل على المراكب والهجن حتى انتهى إلى القلعة خزن بالشرابخاناه السلطانية. قال في التعريف: ومذ قرر أن يحمل من الثلج على الظهر ما يحمل استقر منه خاص المشروب؛ لأنه يصل أنظف وآمن عاقبة. على أن المتسفرين يأخذون الجاشني منه بحضور أمير مجلس وشاد الشرابخاناه السلطانية وخزانها، أما المنقول في البحر فلما عدا ذلك قال: وللمجهزين به من الخلع ورسوم الإنعام رسوم مستقرة وعوائد مستمرة. قلت وقد جرت العادة أن واصل الثلج في كل نقلة في البر والبحر تكتب به رجعة من ديوان الإنشاء، وهذا هو وجه تعلقه بديوان الإنشاء.»
67
ومن النص السابق نستدل على أن مئات الأطنان من الثلج كانت تشحن سنويا من بلاد الشام إلى مصر، وهذا يدل على أنها كانت صناعة قائمة بحد ذاتها. (6) عبد الله البدري (القرن 9ه/15م)
في حديثه عن الثلج في دمشق قال أبو البقاء عبد الله البدري (توفي 894ه/1488م): «وبها الثلج الذي يقيم من العام إلى القابل. ويحمل ثلج السلطان إلى القاهرة مدة العام، وما يستعمل بدمشق الجميع يخزنونه في حواصل معدة له.»
صفحه نامشخص