طبقات الزیدیه کبری
طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
ژانرها
كان القاضي الفاضل من السابقين في الفضائل، والعلماء العاملين الأفاضل، نشأ بمدينة ذمار، وقرأ بها القرآن، قراءة مجودة، وقرأ في الفقه، والفرائض، والكلام، وطرفا من العربية، ونظم الشعر الكثير، وحصل شطرا صالحا من علم الفلك، واشتهر من تجرده للطلب وهمته العالية أيام إقامته في ذمار ما لم يشاركه فيه أحد، وكان قليلا ما يطفي السراج، وكان يعيد ستين مرة ويعيد في الخميس قراءة الأسبوع، وله كرامات، وما زالت تسمو حاله في العلم والعمل حتى انتقل إلى صنعاء ، وكان له في كل فن اليد الطولى فأما الفقه والأصولان فلا يشق فيهما غباره، وكان القاضي عبد الهادي الحسوسة يقول: ما رأيت ممن قرأ علي مع كثرتهم مثل القاضي إبراهيم، وكان مشتغلا بالدرس والتدريس في غالب أوقاته ليلا ونهارا، وله مؤلفات منها: (الدر المنظوم في معرفة الحي القيوم) ، و(حاشية على الثلاثين المسألة) ، وعلق حاشية على الأزهار وشرحه ، وله سؤالات إلى الإمام القاسم بن محمد تعرف بالسؤالات الصنعانية ، وآخر مؤلفاته (الطراز المذهب في إسناد المذهب) ، وكان مواظبا على العبادات، كثير الخشوع، كثير الذكر، قليل الأكل للطعام إلا ما لا بد منه، كثير الزهد.
توفي رحمه الله يوم السبت لعشرين خلت من جمادى الأولى سنة ستين وألف، ودفن بجربة الروض عدني صنعاء ، ونقل إلى مشهده المزور المشهور المعروف بالسعدي في شوال من تلك السنة (ووجد على حالته التي وضع عليها لم يتغير شيء من جسده) ولا من كفنه رحمه الله.
صفحه ۸۲