160

قلت: ثم رجع إلى مذهب أكثر الأئمة وشيعتهم ومن وافقهم من علماء الأمة بالقول بالتوقف عن السب، وهو ما يعبر عنه القوم بشيعي جلد أو نحوه في الأغلب، كان مسكنه بلاد الحيمة أولا، ثم لما قام الخليفة المهدي وعارضه سيدي المولى يوسف بن الإمام المتوكل على الله، وقام القاضي معه أتم قيام أخرب الخليفة بيته، وانتهب كتبه النفيسة، وغير ذلك. فسكن صنعاء ، ثم حبسه في صيرة بكسر الصاد وسكون التحتية ثم مهملة فهاء جزيرة خارج عدن ، ثم أخرجه وولاه القضاء بعدن ، فلم يزل به حتى توفي حميدا فقيرا، في شهر المحرم الحرام أول شهور سنة ست عشرة ومائة وألف سنة، وأرخ وفاته الفقيه العلامة زيد بن علي الخيواني فقال رحمه الله :

قد قضا قاضي العلا في عدن .... فعلوم الآل للشجو تباكا

وبأقلام الرثا أرخته .... يا ابن عبد الحق قد طاب ثراك

صفحه ۲۰۴