الْمُهَاجِرِي نفع الله بِهِ بَلَده النيابتين كَانَ يسكنهَا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى
قَرَأَ الْفِقْه والنحو على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فَلَمَّا تأهل للتدريس وَالْفَتْوَى أَتَتْهُ الطّلبَة من أَمَاكِن شَتَّى فدرس وَأفْتى واشتهر بِالْعلمِ وَالْعَمَل ترْجم لَهُ بَعضهم فَقَالَ هُوَ أحد الْعلمَاء الْأَحْبَار وَبَقِيَّة الْفُضَلَاء الأخيار سبق الْعلمَاء المجيدين وَالشعرَاء المجودين وَله ممادح فِي النَّبِي ﷺ مِنْهَا القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا
(بالأبرق الْفَرد أطلال دريسات ... لال هِنْد عقبهن الغمامات)
وَهِي طَوِيلَة وَله غير ذَلِك توفّي ﵀ سنة ثَلَاث وثمانمئة سنة
وَمن أهل ملْحَان الْفَقِيه بدر الدّين حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الملحاني نفع الله بِهِ قَرَأَ على جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي شرف الدّين إِسْمَاعِيل المقرىء بالفقه وعَلى الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَالشَّيْخ أَحْمد الرداد وَكَانَ فَقِيها مدرسا لَهُ الْعِبَادَة كَانَ راتبه أَن يخْتم كل لَيْلَة ختمة وَكَانَ لَهُ شعر مِنْهُ مَا قَالَه وَكتبه إِلَى وَلَده أَحْمد
(أَلا لَيْت شعري يَا أَحْمد ... إِذا فاتك الْعلم هَل تسعد)
(وَهل يفصل الحكم فِي محفل ... إِذا أَنْت فِي الدست مسترشد)
(فَإِنِّي جهدت ليَالِي الشَّبَاب ... وَمن عشق الْعلم قد يجْهد)
(نهاري فِي الْعلم مُسْتَعْمل ... وَفِي اللَّيْل جفني لَا يرقد)
(وَفِي الْعلم عز لأهل التقى ... وجاه يُقَاس بِهِ العسجد)
1 / 44