187

* هو أبو نصر عبد الرحيم بن الاستاذ عبد الكريم القشيري صاحب «الرسالة».

كان إمام الأئمة، وحبر الأمة، تفقه على أبيه، وتخرج به وبرع في الأصول والتفسير والنظم والنثر ومسائل الحساب، ثم لما مات أبوه لازم إمام الحرمين حتى حصل له قدم راسخ في المذهب والخلاف، وكان له موقع عظيم عند الإمام حتى انه نقل عنه في كتاب «الوصية» من «النهاية» مع كونه شابا حديث السن، وكان تلميذا له، ثم تأهب المذكور للحج، فلما وصل إلى بغداد عقد مجلس الوعظ وظهر له من القبول ما لم يعهد لغيره قبله، فكان الشيخ أبو اسحاق وغيره من الأئمة يحضرون مجلس وعظه، وكان يعظ في النظامية، ثم ذهب إلى الحج وعاد، فأقام ببغداد سنة ثم حج ثانيا وعاد إليها.

وجرى له مع الحنابلة وقائع وفتن وتعصب، وقتل من الفريقين أناس كثير، فأرسل إليه نظام الملك من أصفهان بالرجوع إلى وطنه لتسكين الفتنة، فرجع إليها ملازما للتدريس والإفتاء والوعظ إلى أن توفي يوم الجمعة، الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة.

البغوي رحمه الله:

صفحه ۲۰۰