طبقات سنیه
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
ژانرها
زندگینامهها و طبقات
وسمع على أبيه كمال الدين علي، وعمه نجم الدين إسماعيل، وشرف الدين الفزازي، والفخر ابن البخاري، وغيرهم.
وتصدر للتدريس، بدمشق، وحدث، وخرج له الحافظ علم الدين البرزالي " مشيخة "، وحدث بها بالقاهرة، بقراءة التاج ابن مكتوم.
ثم طلب إلى مصر، بعد وفاة شمس الدين الحريري، وفوض إليه قضاء الديار المصرية، ودرس في عدة أماكن.
ولم يزل قاضيًا بها إلى أن صرف هو والقاضي جلال الدين القزويني معًا، فرجع إلى دمشق، واستقر مكانه الحسام الغوري.
قال ابن حجر: وكان يقال: إنه انتهت إليه رياسة المذهب في عصره، وكان يقرر " الهداية " تقريرًا بليغًا، وصرف عن القضاء، في النصف من جماى، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، فرجع إلى الشام، ودرس بالعذراوية، والخاتونية، رافعًا أعلام العلم، إلى أن مضى لسبيله، في ذي الحجة، سنة أربع وأربعين وسبعمائة. انتهى.
وله من التصانيف " شرح الهداية " ضمنه الآثار، ومذاهب السلف - قال في " الجواهر ": رأيت منه قطعة، وما أظنه كمله - و" المنتقى " في فروع المسائل، و" نوازل الوقائع " في مجلد، و" إجازة الإقطاع " في مجلد، و" إجازة الأوقاف زيادة على المدة "، و" مسألة قتل المسلم بالكافر "، واختصر " السنن الكبير "، للبيهقي، في خمس مجلدات، واختصر " التحقيق " لابن الجوزي، في أحاديث الخلاف، واختصر " ناسخ الحديث ومنسوخه " لأبي حفص ابن شاهين.
وكان رحمه الله تعالى من محاسن الزمان، وفيه يقول الأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي، لما ولي الحكم بمصر، من أبيات:
طُوبَى لمِصْر فقد حَلَّ السُّرُورُ بها ... من بَعْد مَا رُمِيتْ دَهرًا بأَحزانِ
كِنانةُ الله قد قامَ الدَّليلُ على ... تفْضِيلِها من بَنِي حَقٍّ ببُرْهَانِ
أكْرِمْ بها وبقاضيها فقد جمعتْ نِهايةَ الوَصْفِ من حُسْنٍ وإحسَانِ
قد كان قِدْمًا بِهَا بَحْرٌ وفاض بها ... بَحْرُ العلُوم فِفيها الآن بَحْرانِ
غدا بها مذهب النُّعمانِ ذَا شَرَفٍ ... بأوْحَدٍ مَالَه في فضلِه ثَانِ
دَعَاه للمَنْصِبِ السُّلطانُ مُنْتخِبًا ... لا عِزَّ في دَوْلةٍ إلا بسُلْطانِ
فاسْلَمْ بِها حَامَ الحُكَّامِ في دَعَةٍ ... مَا غَنَّتِ الوُرْقُ تَحْرِيكًا لِعِيدَانِ
٥٧ - إبراهيم بن علي بن أحمد
ابن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد،
نجم الدين، أبو إسحاق، الطرسوسي، ابن القاضي عماد الدين
كذا ترجمه ابن قطلوبغا، واللبوادي، وغيرهما، فيمن اسمه إبراهيم، وترجمه صاحب " الجواهر " فيمن اسمه أحمد، وأسقط اسم جده أحمد، والصحيح الأول.
ولد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
وناب عن أبيه في قضاء دمشق، ثم وليه استقلالًا في سنة ست وأربعين، ونزل له أبوه عنه، فباشره مباشرة حسنة، ولكن أجلس المالكي فةقه لكبر سنه، إلى أن مات المالكي، فعاد إلى مكانه.
وله نظم رقيق، منه قوله:
مَن لي مُعيدٌ في دِمَشْقَ لَيَاليًا ... قَضَّيْتُها والعَوْدُ عِنديَ أحْمَدُ
بَلَدٌ تفُوقُ على البلادِ شَملئلًا ... ويَذُوبُ غَيظًْا مِن ثَرَاها العَسْجَدُ
وكانت وفاته في شعبان، في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وكانت جنازته حافلة وصلى هليه أمير علي المارداني، نائب دمشق، إمامًا.
وكان له سماع من أبي نصر ابن الشيرازي، والحجار، وغيرهما.
وخرج له بعض الطلبة " مشيخة ".
ولما نازعه علاء الدين ابن الأطروش في تدريس الخاتونية، كتب له أئمة الشام ذا ذاك محضرًا بالغوا في الثناء عليه، منهم أبو البقاء السبكي، وقال فيه: إنه شيخ الحنفية بالشام.
وكتب فيه أيضًا الشيخ ناصر الدين ابن مؤذن الربوة، وغيره.
قال الحُسيني في حقه: برع في الفقه، والأصول، ودرس، وافتى، وناظر، وأفاد، مع الديانة، والصيانة، والتعفف.
وقال في " المنهل ": نشأ في حياة والده، وتصدر للإقراء سنين، وناب في الحكم عن والده، ثم استقل بالوظيفة، وحسُنت سيرته.
وكان إمامًا، عالمًا، عفيفًا، وقورًا، مُعظمًا في الدولة، وله تصانيف كثيرة. انتهى.
ومن تصانيفه " الفتاوي الطرسوسية "، و" أرجوزة في معرفة ما بين الأشاعرة والحنفية من الخلاف في أصول الدين ".
1 / 65