٥- مقدمة تفضيل البطن على الظهر
يبدو الموضوع غريبا او مستهجنا بالنسبة لنا، ولكن ليس كذلك بالنسبة للجاحظ وعصره. لقد كان اللواط منتشرا بين طبقات المجتمع حتى شاع في الشعر والنثر والنوادر والاخبار وبما ان الجاحظ آلى على نفسه أن يصور عصره من جميع نواحيه فقد تصدى لهذا الموضوع وخصه بهذه الرسالة.
وهذا الشخص الذي كتب الى الجاحظ في تفضيل الظهور على البطون، او الغلمان على النساء، انما هو شخص وهمي، فزع الجاحظ الى توهمه ليبرر الخوض في هذا الموضوع الشاذ.
ويعلن الجاحظ منذ البدء انه يخالف صاحب الرسالة في الرأي، ويفضل البطون على الظهور ويأتي بحجج عديدة تدعم موقفه.
في طليعة تلك الحجج نهي الشريعة عن اللواط عملا بالآيتين الكريمتين أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ، وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
(الشعراء، ١٦٥- ١٦٦) .
ولم يكتف الشرع بتحريم اللواط، بل حرم اتيان النساء من جهة الظهر
1 / 25