اللغة، ولو لم يكن للناس بها حاجة لما وضعت. «ولو كان الرأي الا يلفظ بها ما كان لاول كونها معنى، ولكان في التحريم والصون للغة العرب ان ترفع هذه الاسماء والالفاظ منها» .
والتبرير الفني غبر عنه الجاحظ بقوله: «لكل مقام مقال» . وشرحه بان اصناف العلم عديدة ولكل نوع اهل يقصدونه. من هذه الانواع الجزل والسخيف. وينبغي ان يعبر عن كل علم باللغة التي تلائمه، فالجزل للجزل والسخيف للسخيف. وحتى اذا كان الموضوع رصينا وجادا لم يضره ان يمزح بشيء من الهزل لطرد الملل عن النفس ولتنشيط الذهن. وقد التزم الجاحظ هذه القاعدة الفنية في معظم كتبه فمزج الجد بالهزل في الحيوان والبخلاء والتدوير والتربيع الخ..
والتبرير الطبيعي يستخرج من مذهبه الفلسفي العام القائل ان الجنس أمر طبيعي موجود في جميع اصناف الحيوانات بما فيها البشر، وهو تعبير عن غريزة فطرية لا يمكن إنكارها او الاشمئزاز منها او كتبها او الغاؤها وينبغي ان تمارس دون عقد نفسية او حرج خلقي.
ولكننا نستطيع ان نضيف الى تبريرات الجاحظ الثلاثة تبريرا رابعا يتعلق بشخصية الجاحظ ذاتها. وهو الافتراض بانه كان يعاني عقدة جنسية تتمثل بالنقص او الضعف الجنسي. هذا الضعف هو الذي جعله يحجم عن الزواج وبناء العائلة وانجاب البنين، وقد المح الى الحسرة التي يشعر بها في كتاب الجد والهزل عندما عابه ابن الزيات على عدم انجاب الاولاد. وهذا النقص هو الذي دفعه الى الاكثار من حديث الجنس للتعويض عملا بمبدأ يونغ.
اما مسألة اللواط فقد بحثها في رسالة تفضيل البطن على الظهر واعتبرها امرا غير طبيعي ومحرما في الشرع. وفي رسالة الجواري والغلمان التي نحن
1 / 22