ومن هذه الطبقة عمرو بن بحر الجاحظ، وكنيته ابو عثمان، قال ابو القاسم: وهو كناني من صلبهم، قال المرتضى: بل هو مولى لهم، اخذ عن «6» النظام، قال ابن يزداذ: وهو نسيج وحده في جميع العلوم جمع بين علم الكلام «1» والاخبار والفتيا والعربية وتأويل القرآن وايام العرب مع ما فيه من الفصاحة، وله مصنفات كثيرة نافعة في التوحيد وإثبات النبوة وفي الامامة «2» وفضائل المعتزلة وغير ذلك
قال ابو علي: ما أحد يزيد على ابي عثمان، وأغري بشيئين: كون المعارف ضرورية والكلام على الرافضة «7»
قال الجاحظ: قلت لأبي يعقوب الخريمي «3» من خلق المعاصي؟ قال: الله، قلت: فمن عذب عليها؟ قال: الله، قلت: فلم؟ قال: لا ادري والله «8»
وروي انه كان في حداثته مشتغلا بالعلم وأمه تمونه فجاءته يوما بطبق عليه كراريس فقال: ما هذا؟ قالت: هذا الذي تجي ء به، فخرج مغتما وجلس في الجامع ومويس «4» بن عمران «9» جالس فلما رآه مغتما قال له: ما شأنك؟ فحدثه الحديث، فأدخله المنزل وقرب إليه الطعام «5» وأعطاه خمسين دينارا، فدخل السوق واشترى الدقيق وغيره وحمله الحمالون الى داره فانكرت الام ذلك وقالت:
صفحه ۶۸