وعن ثمامة قال: كان «16» المأمون قد هم بلعن «17» معاوية على المنابر «18» وأن يكتب «20» بذلك كتابا يقرأ على الناس «1» قال «2»: فنهاه «3» يحيى بن اكثم عن ذلك وقال: يا امير المؤمنين ان «4» العامة لا تحتمل ذلك سيما «5» أهل خراسان فلا «6» تأمن ان تكون لهم نفرة «7» فلا تدري «8» ما «9» عاقبتها، والرأي ان تدع الناس على ما هم عليه في امر معاوية «10» ولا تظهر «11» انك تميل الى فرقة من الفرق «12»، فركن المأمون «13» الى قوله فلما دخلت «14» عليه قال: يا ثمامة قد علمت ما كنا فيه ودبرناه «15» في امر «16» معاوية وقد عارضنا تدبير هو «17» أصلح في تدبير المملكة وأبقى ذكرا في العامة، ثم اخبرني «18» ان يحيى «19» بن اكثم خوفه العامة «20» فقلت «21»: يا امير المؤمنين والعامة «22» في هذا الموضع الذي وصفها «23» به «24» يحيى والله لو وجهت «25» انسانا على عاتقه سواد ومعه عصى لساق أليك «26» بعصاه عشرة آلاف منها، والله يا امير المؤمنين ما رضي الله ان سواها بالانعام حتى جعلها اضل منها «2» فقال تعالى «3»: إن هم إلا كالأنعام «1» بل هم أضل سبيلا (25 الفرقان: 44) والله يا امير المؤمنين لقد مررت منذ «4» ايام في شارع «5» وانا اريد الدار فاذا انسان قد بسط كساءه وألقى عليه ادوية وهو قائم ينادي «6»: هذا دواء «7» لبياض العين «8» والغشاوة والظلمة «31»، وان احدى عينيه لمطموسة والاخرى «9» موشكة «10» والناس قد اجتمعوا «11» «12» فدخلت «13» في غمار «14» تلك العامة «15» ثم قلت «16»:
صفحه ۶۶