واما ابن عباس ففي مناظراته لمجبرة الشام ما يقطع كل عذر وذلك انه «12» روى عنه مجاهد انه كتب الى قراء المجبرة بالشام: اما بعد أتأمرون الناس بالتقوى وبكم «13» ضل المتقون، وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون، يا ابناء «14» سلف المقاتلين، واعوان الظالمين، وخزان «15» مساجد الفاسقين، وعمار «16» سلف الشياطين، هل منكم الا مفتر على الله يحمل اجرامه عليه وينسبها علانية إليه، وهل منكم «17» الا من السيف «18» قلادته، والزور على الله شهادته، أعلى هذا تواليتم، أم عليه تماليتم «1»، حظكم منه الاوفر، ونصيبكم منه الاكثر «2»، عمدتم الى موالاة «3» من لم يدع لله «4» مالا الا اخذه، ولا منارا «5» الا هدمه، ولا مالا ليتيم الا سرقه او خانه، فأوجبتم «6» لأخبث «7» خلق الله «8» اعظم حق الله وخاذلتم «9» أهل الحق حتى ذلوا وقلوا «10»، وأعنتم أهل الباطل حتى عزوا وكثروا، فأنيبوا الى الله وتوبوا فان الله يتوب «11» على من تاب، ويقبل «12» من أناب
وعن علي بن عبد الله «13» بن عباس «14» قال: كنت جالسا «15» عند ابي اذ جاء رجل فقال: يا ابن العباس «16» ان هاهنا قوما «17» يزعمون انهم أتوا من قبل الله وان الله اجبرهم على المعاصي، فقال: لو اعلم ان منهم هاهنا احدا «18» لقبضت على حلقه فعصرته حتى تذهب روحه عنه «19» لا تقولوا أجبر «20» الله على المعاصي ولا تقولوا لم يعلم الله ما العباد عاملوه «21» فتجهلوه، وعن انس: ما هلكت أمة قط حتى يكون الجبر قولهم
وعن أبي بن كعب: السعيد من سعد بعمله والشقي من شقي بعمله
صفحه ۱۳