أمامه عبد الوهاب بن عبد الرحمن رحمهما الله فلما اراد الناس مبايعة عبد الوهاب تقدم مسعود الأندلسي ليبايعه فعارضه ابن فندين واصحابه بالقول ، فقالوا نبايعه على شرط ان لا يقضى أمرا دون جماعة معلومة ، فقال لهم مسعود : لا نعلم في الإمامة شرطا غير ان يحكم فينا بكتاب الله وسنة نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترك ابن فندين واصحابه الشرط . فتقدم مسعود فبايع عبد الوهاب وبايعه الناس بعد ذلك بيعة عامة وحملوه إلى دار الامارة ولم يتخلف عن بيعته احد ولم ينقم عليه احد في حكومة ولا في أمر من أموره حتى نجم ابن فندين واصحابه .
أول افتراق في الأباضية
مع ان طائفة تنتحل اسم الاباضية يقال لهم ( العمرية ) لم تجمعنا واياهم العمرية من قبل وهم يزعمون انهم اباضية ، وسندون مذهبهم إلى عبد الله بن مسعود رحمه الله وهم تبع عيسى بن عمير ، وسنفرد كتابا في الرد عليهم ، ونقض ما خالفوا فيه أهل الحق ، ونذكر فيه الإفتراقات والرد على كل فرقه خالفت أهل الحق ، قلت انما نبه الشيخ رحمه الله على ذكر العمرية ليعلم ان الافتراق قد كان من قبل ، وانما عنى هنا أول الافتراق بالمغرب ، قال الشيخ اسماعيل بن صالح رحمه الله سألت الشيخ أبا نوح بن يوسف رحمه الله قلت : أين الكتاب الذي وعد به اشيخ أبو زكرياء ؟ قال قد قام عنه به الشيخ أبو عمار عبد الكافى وهو الكتاب ( الموجز ) (1 ) رجعنا.
صفحه ۵۰