وقال ابن خلكان: كان أحد الفضلاء، النبلاء، الأجلاء (^١).
وقال الذهبي: الحافظ العلامة الحجة (^٢)، ووصفه الحافظ ابن حجر بقوله: أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحَرِّين (^٣).
وقال في النجوم الزاهرة: كان إمامًا فاضلا عالمًا حسن التصانيف (^٤)، وما روي من جرح ابن معين له، لا يعارض توثيق هؤلاء الأئمة له، وروايته في كتاب الطبقات عن الضعفاء من أمثال الواقدي وهشام الكلبي ومحمد بن مضعب القرقساني لا يَضيره ولا يكون سببًا في الطعن عليه (^٥)، فقد شاركه في هذا المنهج كثير من الحفاظ الكبار، ولهذا قالوا: من أسند فقد بَرِئ من العُهدة.
وابن سعد ليس له رواية في الكتب الستة، إلا خبرًا واحدًا أخرجه أبو داود في إثبات صحبة قبيصة بن وقاص (^٦).
ولابن سعد مشاركة في الجرح والتعديل وهو من المعتدلين (^٧)، وكتابه الطبقات ملئ بألفاظ الجرح والتعديل، ولكن لا يُعارِض توثيقه ولا تضعيفه كلام الأئمة الكبار من أمثال: ابن المديني، وأحمد بن حنبل، فقد قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة هياج ابن عمران البرجمي، شيخ الحسن
_________
(^١) وفيات الأعيان: ٤/ ٣٥١
(^٢) سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٦٦٤.
(^٣) تهذيب التهذيب: ٩/ ١٨٢.
(^٤) النجوم الزاهرة: ٢/ ٢٥٨.
(^٥) قال السخاوي في فتح المغيث: ٧/ ٣٩٠ - بعد أن ذكر بعض شيوخه الضعفاء -: والمرء قد يُضعف بالرواية عن الضعفاء مثل هؤلاء، لاسيما مع عدم تمييزهم، ومع الاستغناء عنهم بمن عنده من الثقات الأئمة، ثم ذكر جملة من شيوخه الثقات.
(^٦) تهذيب التهذيب: ٩/ ١٨٣.
(^٧) قال الذهبي في من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص: ١٧٢) وتكلم محمد بن سعد الحافظ في كتاب الطبقات له بكلام جيد مقبول.
1 / 30