============================================================
بالفقراء وتأدب معهم، وكانت وفاة الشيخ فرج المذكور بمدينة الجند وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به، قلما قصد تربته ذو حاجة إلا قضيت حاجته، قال الجندي : وله في قرية التربة من الوادي زبيد ذرية محبويون لهم الاعزاز والاكرام رحمه الله تعالى امين.
ابى عبدالله فضل بن عبد الله الحضرصي صاحب الشحر، ساحل من سواحل اليمن المبارك، الشيخ السولي الكبير العارف بالله تعالى ذو الفضائل والمواهب والمعارف والمناقب، كان بالمحل الأعلى والمقام الأسنى كثير الاعتكاف في المساجد، لا يزال فيها على وضوء كامل، يقرأ القران والعلم، له العناية التامة بتحصيل الفوائد مبجلا للعلماء، حسن الظن بالناس، حج سنة آربع وستين وسبعمائة، واجتمع بالشيخ عبدالله بن أسعد اليافعي، وكان يذكر عنه أشياء كثيرة وفوائد جزيلة، قال سألته عن الخوف فكره أن يجيب، ثم بعد أيام سألته عن ذلك فقال على البديهة يخيفك حتى لا تأمنه خير لك من أن يؤمنك حتى لا تخافه، قال الشيخ فضل: فوقع عندي من كلامه هذا موقعا عظيما، وكان للشيخ فضل بالفقيه محمد بن آبي بكر بن عبادة صحبة تامة وهو شيخه وانتفع به كثيرا قال: سأل بعض الناس الفقيه محمد بن عبادة عن العلم والجهل أيهما أضيق؟ فقال: العلم أوسع على العالم المتجري وأضيق على الجاهل المتجري، والجهل أوسع على الجاهل المتجري وأضيق على العالم المتجري، ورأيت بخط الفقيه سليمان العلوي في بعض التعاليق، قد ذكر الشيخ فضلا المذكور وأتنى عليه كثيرا، وكانت بينهما مواصلة ومكاتبة، وأكثر ما نقلته هنا عنه رحمه الله تعالى، ولم أتحقق تاريخ وفاة الشيخ فضل المذكون، غير أي وقفت على كتاب يسمى تحفة الطالب والمطلوب في لبس الخرقة للشيخ عيسى السبتي، وعليه بخط الفقيه سليمان العلوي أرسله إلى الشيخ العالم الولي العارف بالله تعالى فضل بن عبدالله صاحب الكرامات والولايات، أعاد الله علينا من بركاته وأفاض علينا من علومه، في شهر ربيع الأول من سنة خمس وثمانين
صفحه ۲۵۸