============================================================
شيخا كبير القدر مشهورا بالصلاح، وكانت له كرامات ظاهرة، وهو من نظراء الشيخ صاحب النخلة وأكبر منه سنا، وقبره بقبرة مدينة عدن مشهور مقصود للزيارة والتبرك واستنجاح الحوائج، وأهل عدن يعتقدونه ويعظمون تربته ويروون كراماته رحمه الله تعالى ونفع به امين، وقيدار اسم جده، هو بفتح القاف وسكون المثناة من تحت وقبل الألف دال مهملة وبعده راء.
ابو الحسن علي بن أيي بكر بن محمد بن على بن محمد بن شداد الامام الفقيه المحدث المقرىء، كان عابدا ناسكا ورعا زاهدا، وكان مع كمال العلم له كرامات ظاهرة. من ذلك ما رواه الفقيه علي الخزرجي في تاريخه قال: وأخبرني شيخي المقرىء محمد بن شنينة، وكان عابدا صالحا قال: رأيت النبي في المنام، وسألته أن أقرأ عليه شيئا من القرآن فقال لي: إقرأ على ابن شداد فقد قرأ علينا، أو ما قرأ إلا علينا.
ومن ذلك أنه كان السلطان، يمر على باب بيته إلى الجامع يوم الجمعة فأشرفت امرأته من موضع في البيت لتنظر السلطان، فكان الفقيه ينهاها عن ذلك مرة بعد أخرى، فجاء مرة وهي كذلك مشرفة وكانت يومئذ حاملا، فأنكر عليها وقال لها ما يكون ولدك هذا الذي في بطنك ألا يخدم السلطان، فكان كما قال. جاءت بولد وكان يخدم الدولة.
ومن كراماته أنه كان يقال: إن من مشى خلفه أربعين خطوة غفر له، وكان مبارك التدريس، ما قرأ عليه أحد إلا انتفع، أخذ عنه جماعة من العلماء وانتفعوا به، وظهرت عليهم بركته، كالمقرىء ابن شنينة المذكون وشيخنا الامام سليمان العلوي، وجدي عبداللطيف بن أبي بكر الشرجي وغيرهم، وكانت الرحلة اليه من سائر أقطار اليمن في علمي القرآن والحديث، وانتشر ذكره بالعلم والصلاح، ولم يكن له نظير في عصره، وأصله من جبل برع ونسبه في حمير كذا 31
صفحه ۲۳۱