176

============================================================

يقول ليس عند الله أعظم قدرا من اليافعي، فقلت في نفسي لعل المراد أعظم قدرا في أهل مكة، فسمعت القائل يقول: ولا في الشام ولا في مصر، فقلت في نفسي: هذه رؤيا منام ولا بد لها من تعبين، فمضيت أسير فما خطوت خطوات إلا رأيت شخصا واقفا على طريقي غلب على ظني أنه ميكائيل أو إبراهيم الخليل عليهما السلام، لم أشك أنه أحدهما فسلمت عليه وذكرت له رؤياي، فقال: تعبيره أنه يشتهر حتى يصير متل الشمس ثم يموت، فاستيقظت وكتبت ذلك في ورقة لئلا اى منه شيئا قال: ولم أزل مترددا في معنى هذا الكلام حتى اجتمعت ببعض الصالحين في بيت المقدس بعد سنين، وهو الشيخ محمد القرمي، فقال لي: أخبرك أن بعض الصالحين بالمسجد الأقصى شرفه الله تعالى أخبرني أن اليافعي قطب البارحة فأثبت تاريخ هذا عندك فذكرت رؤياي فلما رجعت إلى مكة وجدت الشيخ عبدالله اليافعي قد انتقل إلى رحمة الله تعالى، فنظرت فإذا يوم وفاته بعد سبعة أيام من اليوم الذي قطب فيه، وهي المدة التي صار فيها مثل الشمس، وقد تقدم في ترجمة الشيخ طلحة الهتار ما يؤيد ذلك، وبالجملة فمناقبه مشهورة واثاره مذكورة، ذكره الشيخ جمال الدين الأسنوي في طبقاته وأثنى عليه كثيرا وقال: توفي سنة ثمان وستين وسبعمائة وهو إذ ذاك فضيل مكة وفاضلها وعالم الأباطح وعاملها، ودفن بباب المعلى إلى جتب الفضيل بن عياضر نفع الله بهما، قال: وبيعت أشياء حقيرة من تركته بأغلى الأثمان حتى بيع له مثزر عتيق بثلاثمائة درهم وطاقية بمائة درهم إلى غير ذلك رحمه الله تعالى ونفع به امين.

ايو محمد عبدالله بن محمد بن عد الرحمن أبا عياد الحضرضي كان من آكبر مشايخ حضرموت قدرا وأعظمهم شهرة، صحب في بدايته الشريف الصالح محمد بن علي باعلوي واستفاد منه واقتبس من علومه، وكان المذكور يحبه حبا شديدا ويثني عليه، ثم رحل إلى الشيخ أحمد بن الجعد وأخذ عنه اليد وانتفع به في طريق الصوفية وعلومهم، ولقي الشيخ أبا الغيث بن جميل وغيره

صفحه ۱۷۶