فصل في ذكر أوصافه الجميلة، وشمائله وأخلاقه الفضيلة
قد تقدم أنه كان في صغره ذا قريحة وهمة عظيمة، وأنه حفظ القرآن، والموطأ، وله عشر سنين، وأنه عني بالأدب والشعر، واللغة، برهة من عمره، ثم أقبل على الفقه، فبرز فيه على أقرانه، وفاق أهل زمانه.
وكان مع ذلك أعلم الناس بالسير والمغازي وأيام العرب، ووقائعها وأيام الإسلام، ومن أحسن الناس رميا بالنشاب، وأنه كان يصيب من العشرة عشرة.
وكان من أعلم الناس بالأنساب، وبعلم الفراسة، ومن أسخى الناس كفا، وأعطاهم للجزيل، وكيف لا، وهو من بيت النبوة، الذين هم سادات الناس، في الدنيا والآخرة، والناس عيال عليهم في الدنيا والدين.
من القوم الرسول الله منهم ... لهم دانت رقاب بني معد
أعطاه الرشيد مالا جزيلا، ففرقه على ذوى الحاجات من قريش، ﵁.
وكان من أورع الناس، وتحريه في روايته يدل على ذلك، كما هو معروف في كلامه، ومن أكمل الناس مروءة، فإنه قال: لو علمت أن شرب الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته.
وكان من أفصح الناس، وأحلاهم عبارة.
1 / 12