أتراه رأى امرأة إلياس متى، وأم فؤاد متى تسير كل سبت بالزوادة إلى حبس القلعة، والله أعلم كيف تجمعت الزوادة؟
أتراه ذكر ألوف القوميين الذين تشردوا، والألوف الذين سجنوا، والمئات الذين فصلوا عن موارد رزقهم، والمئات الذين احتلت بيوتهم، وفقدوا أموالهم؛ كل ذلك لأنهم مثاليون، انتدبوا نفوسهم «لتحقيق أمر خطير يساوي وجودهم؟»
أتراه وعى أن الاضطهاد والتهم والملاحقة عايشت الحزب منذ نشأته، وأن هذا الاضطهاد بلغ ذروته قبل ثورة 1949 ثم بعدها؟
أم تراه - ترى حسين الشيخ - تطلع فيما حوله، فوجد أن موكب الفساد لم يتغير فيه إلا بعض الوجوه، وأن الشياطين يقرءون علينا من كتاب الواعظين، وأن الذين شمخت قصورهم، وعلا أمرهم، وضخمت أموالهم وزخرت مواردهم - جاءتهم النعم على حساب البلاد، والمواطن.
تراه فقه أن المثالية صارت جريمة، وأن الخيانة أصبحت فضيلة؟
من يدري؟ لعل حسين الشيخ نفسه لا يدري، لعله قرأ أن خمسين ألف ليرا دفعت أو ستدفع للأستاذ محسن سليم؛ فأعياه الحساب، حساب كم يجب أن يدفع تعويضا للحزب القومي الاجتماعي؟
لعله تحدث إلى أحد معارفه أو أقاربه العائدين من الغرب فتحقق أن الدول لا تبنى إلا على مبادئ القومية الاجتماعية.
لعله ذكر الاغتيالات، فأراد أن يسجل احتجاجا عليه، ويقطع الطريق على اغتيالات جديدة، ويفسح مجال التكفير للذين يريدون أن يكفروا!
لعله أراد أن يوقظ سواه، ولم توقظهم القنبلة التي شحنت إلينا من إسرائيل؟
من يدري؟ نحن لا ندري!
صفحه نامشخص