أخرج مسلم فى صحيحه عن أم عطية رضى الله عنها قالت: "غزوت مع النبى صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم فى رحالهم، أصنع الطعام، وأداوى الجرحى، وأقوم على المرضى". وأرسل ابن عباس إلى نجدة بن عامر الحرورى يقول له: "كتبت تسألنى: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟ وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة، وأما سهم فلم يضرب لهن أى أنه كان يعطيهن مكافات على عملهن دون السهم الذى فرض للمجاهدين من الرجال. وتطوع الجنسين فى هذا الضرب من القتال ليس بواجب عينى، ولكن الجنسين معا يجب عليهما الاشتراك فى مقاتلة العدو وبذل كل ما لديهما من طاقة إذا أغار هذا العدو على البلاد وتهدد كيانها واستباح حماها. وقد نص الفقهاء عامة، على أن الدفاع فى هذه الحالات فى عنق كل فرد، رجل أو امرأة، سيد أو خادم، كبير أو صغير! على أن فنون القتال التى تمخض عنها هذا الجيل، وما طرأ على العلاقة بين الرجل والمرأة!من اضطراب أحدثته حضارة الغرب- التى لا دين لها- يجعلنا نحدد الدائرة التى يمكن للمرأة المسلمة أن تجاهد فيها لنصرة دينها وحماية وطنها، وخصوصا فى جو لا تقام فيه حدود الله، ولا تصان فيه أعراض الأسر، ولا تشل فيه أيدى الفسقة! وعندى أنه- إلى أن يسود الحكم الإسلامى- ينبغى أن تخلف المرأة رجلها بخير، فإن كان زوجا طمأنته على أداء واجبه، أو كان ابنا أو أخا حرضته على النهوض بمقتضيات الرجولة الحقة والإيمان الصحيح... وهذا حسبها من جهاد فى هذه الأيام الكالحات... فإذا فقدت عزيزا عليها فى ميدان التضحية والفداء ثم صبرت واحتسبت، فهى شريكتة فى المثوبة وحسن العقبى عند الله. ثم إن لدينا "ألوفا" من الشباب "العاطلين "! فحتى تستنفد أغراض الجهاد هذا العدد الضخم من الشباب القوى الفارغ نفكر فى استجلاب النساء لرد الأعداء! أما المعاهدون الذين يساكنوننا هذا الوطن، ويشاطروننا مصائبه وأفراحه، فإن حقوقهم المقررة لا موضع لخدشها ولا للتحدث فيها، والوفاء لهم من أسباب النصر المنشود! أخرج الإمام مالك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ما ختر قوم بالعهد إلا سلط الله تعالى عليهم العدو! ص _037
صفحه ۳۷