Lucretius (حوالي 99-55ق.م) المسماة «في طبيعة الأشياء»
De Rerum Natura . وفي الوقت الذي كتب فيه لوكريتيوس قصيدته كان المذهب الأبيقوري قد انتشر خلال العالم المتوسطي كله، وحظي باحترام صفوة المجتمع الروماني لاتجاهاته التحررية ومحاربته للخرافة، وإن كانت الرواقية قد أخذت تحل محله بالتدريج.
ينقسم المذهب الأبيقوري إلى ثلاثة أقسام؛ نظرية المعرفة، والطبيعيات، والأخلاق. أما نظرية المعرفة فتقوم على الإدراك الحسي؛ فالحواس هي منفذنا الوحيد إلى العالم، والإحساسات هي معيار الحق؛ فالنفس عند أبيقور لا تعدو أن تكون نوعا من المادة تختلط جزئياته بالذرات المكونة للجسم. ويفسر الإحساس بأنه تصادم انبعاثات من الأشياء المدركة مع ذرات النفس. وقد تخدعنا بعض الانبعاثات فتبدي لنا الشيء على غير ما هو عليه، مثل انثناء العصا في الماء؛ لذا يفرق الأبيقوريون بين الإحساسات
sensations
والأحكام
judgements
ويذهبون إلى أن الإحساسات بحد ذاتها لا تخطئ وإنما يأتي الخطأ من الأحكام ؛ ومن ثم فهناك أحوال لا نملك فيها البت في أمر الأحكام المتضاربة حين تكون مدعمة بنفس الدرجة بأدلة حسية ومتوافقة معها.
والنظرية الطبيعية الوحيدة التي توافق إحساساتنا وتؤيد بها هي النظرية الذرية
atomism
ولذلك اقتفى الأبيقوريون أثر ديمقريطس وذهبوا إلى أن العالم مكون من عدد لانهائي من الذرات تتحرك في الخلاء. صحيح أنهم لم يوافقوا ديمقريطس في قوله بعشوائية حركات الذرات إلا أنهم أدخلوا مفهوم «الانحراف»
صفحه نامشخص