143

أطفالك أيضا مجرد «أوراق». أوراق أيضا تلك الأصوات التي تهتف بمدح الملك، وتلك اللعنات من مناوئيك، وهذا الملام الصامت أو السخرية المكتومة ... مجرد أوراق مماثلة أيضا أولئك الذين سيتلقون وينقلون مجدك المستقبلي للأزمنة الآتية؛ فكل هذه الأشياء «تنتج في فصل الربيع» ... ولكن لا تلبث الريح أن تذروها ... ***

الأرض تحب المطر، والسماء الجليلة تحب أن تمطر. العالم كله يحب أن يخلق المستقبل. أقول للعالم إذن: «إنني أبادلك الحب.» ***

أما أن تظل الإنسان نفسه الذي كنته حتى الآن، أن تتمزق وتتشوه في هذه الحياة التي تحياها؛ فهو مجرد حرص بليد على الحياة، أشبه بحال المجالدين

gladiators

الذين أكلت الوحوش نصف أبدانهم وهرستهم وسربلتهم بالدم، ولا يزالون يتوسلون للإبقاء على حياتهم إلى اليوم التالي رغم أنهم في اليوم التالي سيتعرضون في نفس الحالة إلى نفس المخالب والأنياب. إذا أحسست أنك تسقط وتفقد توازنك فالجأ بنفس راضية إلى ركن ما حيث تستعيد اتزانك. وإلا فاجعل لك مخرجا عاجلا من الحياة، لا بانفعال بل ببساطة وحرية وتواضع، جاعلا هذا الرحيل إنجازا واحدا مشرفا في حياتك على أقل تقدير. ***

أيما شيء يحدث لك فقد كان يعد لك منذ الأزل، وكان مقتضى الأسباب يغزل لك منذ الأزل خيط وجودك وخيط هذا الحدث المحدد. ***

تشاغب أطفال ولعبهم، أرواح ضئيلة تحمل جثثا ، هكذا شأن كل شيء؛ إن العالم السفلي في «الأوديسة» ليبدو للعين أكثر واقعية! ***

عليك أن تترك خطأ غيرك حيث ارتكب.

اليوم هربت من كل المنغصات، أو بالأحرى ألقيت بها جانبا. لم تكن هذه شيئا خارجيا، بل كانت بداخلي ؛ إنها أحكامي ليس إلا! ***

الأشياء واقفة خارجنا، قائمة بذاتها، لا تعرف شيئا عن نفسها ولا تدلي بشيء. ما الذي يدلي إذن؟ عقلنا الموجه. ***

صفحه نامشخص