تأمل یوماً بعد یوم: ۲۵ درساً للعیش بوعی کامل
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرها
إنه نوع من الوعي الحيواني (وعي ما قبل النطق عند الطفل)، الذي يساعدنا على التأقلم مع العالم المحيط. على سبيل المثال، إنه ذلك الوعي الذي يجعلك تدرك، في ذات الوقت الذي تقرأ فيه هذه السطور، جسدك، والأصوات التي تصل إليك، والحركات المحيطة بك، إلى آخره.
المستوى الثاني هو وعي الهوية الذي يعبر عن وعينا ل «ذواتنا» نتيجة عن انطباعاتها. إنه الوعي الذي يساعدنا على إجراء تحليل شمولي لما نعيشه، وإدراك أن كل هذه الأحاسيس هي عائدة لنا.
نحن، بالطبع، معتادون على هذه «البديهيات»، لكننا ننساها، وفي بعض الأحيان عندما نمر أمام مرآة، أو عندما نسمع أحدا يلفظ اسمنا، فإننا ندرك فجأة أن هذا هو نحن، ويسيطر علينا ضياع غامض للهوية: «كيف؟ أهذا أنا، هذا الوجه، هذا الشخص الذي ينادونه؟»
المستوى الثالث هو ذلك الوعي الرؤيوي القادر على أخذ مسافة عن هذه «الذات» ومراقبة آلياتها. إنه الوعي الذي يساعدنا على الفهم والتفكير؛ إنه هو الذي يقودنا لكي ندرك أننا كنا أنانيين جدا، أو أننا بدأنا نغضب أو أننا نقلق.
ماذا عن «الوعي الكامل»؟ أين موقعه من كل هذا؟ لنقل إن ممارسته تدمج المستويات الثلاثة بشكل كامل؛ الوعي الأولي ذو الأهمية البالغة لأنه يؤمن لنا شكلا من الإدراك والتأقلم مع الظواهر الجسدية والعاطفية، والوعي الذاتي الذي هو نقطة الانطلاق لمراقبة تسلسل أفكارنا، والوعي الرؤيوي الذي يسمح لأذهاننا أن تنفصل وتتحرر من حركية العقل الذاتية.
الانتباه
يقول ويليام جيمس، أحد مؤسسي علم النفس الحديث، والذي كان رائدا في دراسة الوعي والانتباه: «الانتباه هو استحواذ الذهن، بشكل واضح وفعال، على شيء أو على فكرة من مجموعة أفكار حاضرة في ذات الوقت ... إنه يقوم بإبعاد مواضيع معينة بهدف معالجة مواضيع أخرى بشكل أكثر فعالية.»
الانتباه هو الأداة الأساسية للوعي؛ لا انتباه يعني لا وعي. هذا بلا شك هو السبب الذي يجعل الجملة التي يكررها مرشدو التأمل كثيرا هي: «الآن، ركزوا بهدوء انتباهكم على ...» ولكن الانتباه والوعي هما كيانان مختلفان. في الانتباه نحن نستبعد «ما لا يهمنا»، بينما في الوعي، نحن نتلقي. يقوم الانتباه بعملية استبعاد، بينما الوعي يقوم باحتواء. إنها على سبيل المثال مشكلة القلق والكآبة، اللذين هما بشكل من الأشكال من اضطرابات الانتباه؛ فنحن لا نعير انتباهنا سوى لمصادر همومنا، ونستبعد الباقي. لذلك سيوفر لنا استدعاء الوعي الكامل حلا ممكنا من أجل معالجة هذا الانتباه المريض؛ بأن نوسع حقل انتباهنا في اللحظات التي نشعر فيها بالحزن أو القلق.
نوعية الانتباه
لنعد إلى الانتباه، وعلاقته بالوعي. إننا نستطيع بصعوبة أن نتعامل بطريقة مباشرة مع وعينا. للوصول إلى هذه الغاية يتوجب علينا، بشكل عام، أن نتعلم كيف نعدل انتباهنا. يمكن القيام بهذا العمل وفق اتجاهين.
صفحه نامشخص