تأمل یوماً بعد یوم: ۲۵ درساً للعیش بوعی کامل
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
ژانرها
يون نوجوتشي، «ينابيع الحكمة الشرقية»
أصوات من كل نوع
ما الفرق بين الضجة، والأصوات، والموسيقى؟
الضجة هي كل ما يصل إلى آذاننا؛ أي كل إحساس صوتي. أما الصوت فهو ضجة لها معنى (صوت شخص أو رنين جرس)؛ أي أنه ضجة منتظمة، محددة، قام ذهننا بالتعرف عليها. أما الموسيقى، فهي مجموعة من الأصوات المتراكبة المنتظمة والمتناغمة.
إننا نسبح في عالم لا نهائي من الأصوات الدائمة، لكننا لا نعي وجودها إلا في بعض الأحيان. يستطيع مهندسو الصوت في السينما والإذاعة إعادة إنتاج تلك الأصوات؛ الأصوات الإنسانية (مثل تلك التي توجد في السوق، أو المطعم، أو المكتب) أو أصوات الطبيعة (مثل شاطئ البحر، أو الغابة الخريفية)، إلخ. وحين ننصت بانتباه، ندرك تعقيد وجمال هذا العالم الصوتي.
إننا بحاجة إلى هذه الأصوات، خاصة تلك الأصوات الحقيقية النابعة من الحياة، ومن الطبيعة. إنها الغذاء «الطبيعي» لآذاننا والذي يقدمه لنا بكرم كل من البحر والجبل والريف. لهذا السبب فهي تمتلك قوة مهمة في تهدئة روعنا؛ فهي الأصوات الأقدم لجذورنا الأصلية.
لنسمع، وننصت، ونفكر
حين نسمع نكون في حالة تلق؛ إنها حالة «سلبية» أو بالأحرى لا نكون عندها في حالة تدخل. في الإنصات يكون انتباهنا في حالة استعداد، يراقب بشكل إرادي هذه الأصوات ويحاول تحليلها.
وهنا يبدأ تفعيل الخواطر والأفكار. مثلا، حين «نسمع» صوت سيارة إسعاف، «ننصت» إليه فورا ونعطيه معنى. «نفكر» حينها، بشكل غير واع ربما، أن حادثا ما قد وقع أو أن هنالك شخصا مريضا جدا، وربما سنشعر حينها بالشفقة، أو بالقلق أو بالحزن.
وحين «نسمع» أصوات خطوات في الشقة التي تعلو شقتنا، «سننصت» بانتباه أكبر ونحاول «معرفة» صاحب هذه الخطوات؛ قد نتخيل شخصا محددا (ربما امرأة إذا كانت ضجة حذاء نسائي ذي كعب عال، أو شخص نعرفه ونستطيع التعرف عليه من طريقته في المشي التي اعتدنا عليها). أحيانا نطلق حكما؛ فنحب هذا الصوت أو لا نحبه، ويأخذنا التفكير بكل مدلولاته. إن نتاج أفكارنا هذا انطلاقا من الأصوات التي نسمعها حولنا قد يغني داخلنا أو يفقره. إن سمة الأصوات تدخل في تنافس مع إدراكنا لهذا العالم.
صفحه نامشخص